تعليقة على صحيح البخاري

باب: {وإن إلياس لمن المرسلين*إذ قال لقومه ألا تتقون}

          ░4▒ (بابٌ: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الصافات:123]).
          هو إلياس بن تسبي بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران، بعثه الله تعالى إلى بني إسرائيل بعد مهلك حزقيل، وكان ملكهم اسمه أحاب، وله امرأة اسمها إزبل(1) ، وكان يسمع منه ويصدِّقه، وكان بنو إسرائيل قد اتَّخذوا صنمًا يقال له: بعل، فدعا بعل، فدعا عليهم إلياس: (اللَّهم؛ أمسك عنهم المطر)، فحبس عليهم ثلاث سنين حتَّى هلكت المواشي والهوام والشَّجر، فطلبوا منه، فقال: أخرجِوا أوثانكم وما تعبدون وادعوهم، فإن استجابوا لكم؛ فهي كما تقولون، وإن هي لم تفعل؛ علمتم أنَّكم على الباطل، فنزعتم على ما أنتم عليه، ودعوت الله، ففرَّج عنكم ما أنتم فيه، قالوا: أنصفت، فخرجوا بأوثانهم فدعوها، فلم(2) تستجب لهم، فعرفوا ما هم عليه من الضَّلالة، ثمَّ سألوا إلياس الدُّعاء، فدعا ربَّه، قال: فمطروا لساعتهم فحييت بلادهم، فلم ينزعوا ولم يرجعوا وأقاموا على أخبث ما كانوا عليه، فدعا الله أن يقبضه، فكساه الله الرِّيش وألبسه النُّور، وقطع عنه لذَّة المطعم والمشرب، فكان إنسيًّا ملكيًّا، أرضيًّا سماويًّا(3) يطير مع الملائكة.


[1] في (ب): (إزبد).
[2] في (أ): (لم).
[3] في (أ): (سمائيًّا).