تعليقة على صحيح البخاري

باب: الأرواح جنود مجندة

          ░2▒ (بَابٌ: الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ)؛ الحديث.
          قال الخطَّابيُّ: [إشارة إلى] معنى التَّشاكل في الخير أو الشَّرِّ، والصَّلاح والفساد، فإنَّ كلَّ أحدٍ يحنُّ إلى شكله، ويؤيِّده ما قدَّمناه، وقيل: إنَّه إخبار عن ردِّ الخلق في حال الغيب على ما ورد أنَّ الله خلق الأرواح، قيل: الأجساد، فكانت تلتقي فتشام كما يتشام الخيل، فلمَّا التبست بالأجسام؛ تعارفت بالذِّكر الأوَّل، وصار كلٌّ منهما إنَّما يعرف وينكر ما سبق من العهد القديم، وفي [هذا] دليل على أنَّ الأرواح تبقى بعد فناء الأجسام، يؤيِّده أنَّ أرواح الشُّهداء في حواصل طير خضر، وفيه: أنَّ الإنسان إذا وجد من نفسه نفرة ممَّن له فضيلة أو صلاح يفتِّش عن الموجب لها، فإنَّه ينكشف له، فيتعيَّن عليه أن يسعى في إزالة ذلك حتَّى يتخلَّص من ذلك الوصف المذموم، وكذلك القول فيما إذا وجد من نفسه ميلًا لمن فيه شرٌّ وشبهة(1) ، وشاع في كلام الناس قولهم: المناسبة تؤلِّف بين النَّاس و(2) الأشخاص.


[1] في (أ): (وشبهه).
[2] (الناس و): ليس في (أ).