التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار ولو سلك الناس

          7245- قوله: (حَدَّثَنَا مُوسَى) هو التَّبُوذَكِيُّ.
          قوله: (وُهَيْبٌ) هو ابْن خالد.
          قوله: (عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى) أي: المَازني الأنْصاري.
          قوله: (عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ) أي: ابن زيد عن عمِّه عبد الله بن زيد المدني الأنصاري.
          قوله: (تَابَعَهُ أَبُو التَّيَّاحِ) _بفتح التَّاء وتشديد الياء وبحاء مهملة_ هو يزيد بن حُمَيْد الضُّبَعِيُّ بضمِّ الضَّاد المعجمة وفتح الموحَّدة وبعين مهملة.
          قوله (1): قال القاضي: أدخل على «لو» الألف واللَّام الَّتي للعهد وذلك غير جائز عند أهل العربية، إذ (لو) حرف وهما لا يدخلان على الحروف. قال: وهو عجيب فإنَّ الحروف يجوز أن يُسمَّى بها وتجري مجرى الأسماء في الإخبار عنها، وقبول علامات الاسم، وأصل (لو) حرف امتناع فإذا سُمِّي بها زِيد فيها واوًا أخرى ثمَّ أُدغمت وشُدِّدت.
          وقوله: (بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ اللَّوْ) بسكون الواو، وقد جاء في الشِّعر مشدَّد الواو للضَّرورة وذلك في قول الشَّاعر:
إنَّ لَيْتًا وإنَّ لَوًّا عناء
          قال القاضي: وما ذكره في التَّرجمة وفي الباب مِن الأدلَّة يُفهم جواز استعمال (لو(و(لولا) ممَّا يكون للاستقبال مَّما امتنع فعله لوجود غيره، وهو مِن باب (لو) لأنَّه لم يُدخل في الباب سوى ما هو للاستقبال، أو ما هو حقٌّ صحيح متيقَّن دون الماضي والمنقضي، أو مَا فيه اعتراض على الغيب والقدر السَّابق.
          قال: واعلمْ أنَّ (لو) تأتي لمعاني في كلام العرب منها امتناع الشَّيء لامتناع غيره، كقوله صلعم : ((لَوْ كُنْتُ رَاجِمًا بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ لَرَجَمْتُهَا)) وكقوله: ((لَوْ تَأَخَّرَ الشَّهْرُ لَزِدْتُكُمْ)) يعني في الوِصال ((كَالْمُنَكِّلِ لَهُمْ)) وَكقوله: ((لَو اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا سُقْتُ الْهَدْيَ وَلَتَحلَّلْتُ))، وقد تأتي بمعنى (إن) كقوله تعالى: {وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ}[البقرة:221] وعليه تناول الحديث قول سالم للحجَّاج: لو كنت تريد أن تصيبَ السُّنة اليوم فاقصر الخطبة وعجِّل الصَّلاة. وفي «الموطَّأ»: ((إن كنت تريد))، بدل: ((لو كنت تريد))، وتأتي (لو) للتَّعليل كقوله: ((وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَة)) وكقوله: ((الْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ)).
          وقوله: (إِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ) ويُروى: ((إِنَّ لَوًا تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ)) والأوَّل أصوب وهي رواية الجمهور، ومعناه أنَّ قولها واعتقاد معناها يفضي بالعبد إلى التَّكذيب بالقدر أو عدم الرِّضا بصنع الله تعالى لأنَّ القدر إذا ظهر بما يكرهه (2) العبد قال: لو فعلتُ كذا لم يكن هذا الأمر. وفي علم الله أنَّه لا يفعل إلَّا الَّذي فَعل / ولا يكون إلَّا الَّذي كان، أي: أزيلوها، وقد تأتي (لو) بمعنى (هلَّا) كقوله تعالى: {لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (3)}[الكهف:77] قال الدَّاودي: معناها (هلَّا) اتَّخذت، وهذا التفات إلى المعنى لا إلى اللَّفظ فـ(لو) ليست بمعنى (هلَّا) وإنَّما تلك (لولا).


[1] كذا في الأصل, ولعله بدون:((قوله)).
[2] في الأصل:((يكره)).
[3] في الأصل:((عليه سبيلاً)).