التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: لو مد بي الشهر لواصلت وصالًا

          7241- قوله: (تَابَعَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ مُغِيرَةَ) أي: البَصري سيِّد أهلها، مات سنة خمس وستِّين ومائة.
          قوله: (حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الوَلِيدِ) هو بمثناة مِن تحت وشين معجمة؛ أبو الوليد الرَّقام مِن أفراد البخاريِّ، وأمَّا (عَبَّاسُ) _بموحَّدة وسين مهملة_ فابْن الوليد النَّرْسِيُّ اتَّفقا عليه.
          قوله: (عَنْ أَنَسٍ قَالَ: وَاصَلَ النَّبِيُّ صلعم آخِرَ الشَّهْرِ وَوَاصَلَ أُنَاسٌ) أي: ناس. فإن قلت: فما معناه؟ قلت: التَّنوين للتَّبعيض كما قال الزَّمخشري في قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا}[الإسراء:1] وللتَّعليل كما في قوله تعالى: {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ}[التوبة:72] وقد نهى رسول الله صلعم عن الوصال فهم حملوه على نهي التَّنزيه وأحبُّوا موافقته فواصلوا فقال: لولا أنَّ الشَّهر كمُل لزدت مِن الوصال بحيث تعجزون عنه، ويتركون تعمُّقهم في أمثاله.
          قوله: (لَوْ مُدَّ فِي الشَّهْرِ) بضمِّ الميم وتشديد الدَّال؛ بعده الجارُّ والمجرور، ويُروى: <مَدَّنِي> بفتح الميم وبعده نون.
          قوله: (لَوَاصَلْتُ وِصَالًا (1) يَدَعُ الـمُتَعَمِّقُونَ تَعَمُّقَهُمْ) _بضمِّ العين وفتحها_ مِن قولهم عمَّق النَّظر في / الأمر تعميقًا وتعمَّق في كلامه أي: تنطَّع فيه.
          قوله: (إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ إِنِّي أَصِلُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ) إن قيل: كيف الصِّيام مع الإطعام بالنَّهار وفي: ((إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي)) كيف صحَّ الوصال؟ قلت: الغرض مِن الإطعام لازمه وهو التَّقوية.


[1] في الأصل:((لو واصلت وصلاً)).