التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب: جف القلم على علم الله

          ░2▒ (بَابٌ: جَفَّ القَلَمُ عَلىَ عِلْمِ اللهِ)
          أي على حكم الله؛ لأنَّ مَعْلُومَهُ لا بدَّ أن يقع، وإلَّا لزم الجهل بعلمه لمعلوم مستلزم للحكم بوقوعه.
          قوله: (وَقَالَ أَبُو هُرَيرَةَ: قَالَ النَّبيُّ صلعم : جَفَّ القَلَمُ بِمَا أَنْتَ لَاقٍ) جَفاف القلم عبارة عن عدم تغيير حكمِه؛ لأنَّ الكاتب إذا جفَّ قلمُه عَن المدادِ لا تبقى له الكتابة، و(بِمَا أَنْتَ لَاقٍ) أي بكلِّ ما تلقاه ويصل إليك.
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَهَا سَابِقُونَ}[المؤمنون:61] سَبَقَتْ لَهُمُ السَّعَادَةُ) هذا تفسير لقوله تعالى: {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} والآية / دالة على أنَّ الخيرات _وهي السعادة_ مسبوقة، والتفسير يدلُّ على أنَّها سابقة، فمعنى الآية أنَّهم سبقوا النَّاس لأجل السَّعادة، لا أنَّهم سبقوا السعادة.