التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب فضل الوفاء بالعهد

          ░13▒ (بَابُ فَضْلِ الوَفَاءِ بِالعَهْدِ)
          ذكر فيه حديث ابن عبَّاس في سؤال هرقل لأبي سفيان: هل يغدر؟ وأراد هرقل بسؤاله عن ذلك أن يمتحن صدق رسول الله صلعم ، لأنَّ الغدر كله عند الله قبيح مذموم، وليس ذلك من صفات الأنبياء والمرسلين، وأنَّ من غدر ولم يُوَفِّ بعهد لا يجوز أن يكون نبيًّا، لأنَّ الأنبياء والرسل أخبرت عن الله بفضل من وفى بعهده وذم من غدر وخفر.قال صلعم في صفة المنافق: ((وإذا عاهد غدر))، وقال: ((يُنصَبُ للغادر لواء يوم القيامة فيُقَالُ هذه غدرة فلان)) وهذه مبالغة في العقوبة وشدَّة الشهرة والفضيحة.
          وقد عرف مما ذكرناه أنَّ وجه مناسبة ذلك لترجمة الباب قوله: ((وكذلك الرُّسل لا تغدر)) فإنَّه في معرض المدح.فإن قلت: هذا قول هرقل ولا حجة فيه.قال الكرماني في الجواب: تقدَّم في أواخر كتاب الإيمان وجوه، منها أنَّ الحديث تداولته الصَّحابة واستحسنوا كلامه.