التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب إخراج اليهود من جزيرة العرب

          ░6▒ (بَابُ إِخْرَاجِ اليَهُودِ مِنْ جَزِيرَةِ العَرَبِ)
          هي اسم لبلاد العرب، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِإِحَاطَةِ الْبِحَارِ وَالأنهار بها، بَحْرِ الْحَبَشَةِ، وَبَحْرِ فَارِسَ، وَدِجْلَةَ وَالْفُرَاتِ.قَالَ ابن مَالِكٌ: جزيرة العرب هِيَ الْحِجَازُ وَالْيَمَنُ وَالْيَمَامَةُ وَمَا لَمْ يَبْلُغْهُ مُلْكُ فَارِسَ وَالرُّومِ.انتهى.وهي ما بين عدن إلى ريف العراق طولًا ومن جدَّة إلى الشَّام عرضًا، وقيل الجزيرة ما بين جزر أبي موسى الأشعري إلى أقصى اليمن في الطُّول، وما بين رمل يبرين إلى منقطع السَّماوة في العرض.
          وقوله: (مِنْ جَزِيرَةِ العَرَبِ) عام أُرِيدَ به الخاص، وهو الحجاز، والحجاز مكَّة والمدينة واليمامة وقراها الَّتي تحصرها.قال الطبري: وإنَّما قيل لها جزيرة العرب تعريفًا لها وتفريقًا بينها وبين سائر الجزائر، كما قيل لآبار سلمى وهما جبلان من نجد جبلا طيئ تعريفًا لهما بطيء وفرقًا بينهما وبين سائر جبال نجد، وإنَّما قيل لها جزيرة لانقطاع ما كان فائضًا عَلَيْها من ماء البحر، وأصل الجزر في كلام العرب القطع، ومنه سُمِّيَ الجزَّار جزَّارًا؛ لقطعه أعضاء البهيمة.وعن إسماعيل بن إسحاق أنَّ عقبة تبوك هي للفرق بين جزيرة العرب وأرض الشَّام.
          قوله: (وَقَالَ عُمَرُ، عَنِ النَّبيِّ صلعم : أُقِرُّكُمْ مَا أَقَرَّكُمُ اللهُ) هذا تقدَّم في المزارعة مسندًا.