التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين

          3159- 3160- قوله: (حَدَّثَنَا الفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ) هو أبو العبَّاس البغدادي الرخامي، روى عنه البخاري وابن ماجه، مات في أوَّل شهر جمادى الأوَّل سنة ثمان وخمسين ومائتين.
          قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ) بفتح الرَّاء نسبة إلى الرَّقة بلد بالشَّام.
          قوله: (حَدَّثَنَا المُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ) قيل إنَّه وهم، وصوابه المعمر الرَّقي، لأنَّ عبد الله بن جعفر راويه لا يروي عن المعمر بن سليمان.قال ابن الملقِّن: كذا رأيته بخطِّ الدِّمياطي.
          قوله: (وَزِيَادُ بْنُ جُبَيْرٍ وَجُبَيْرُ بْنُ حَيَّةَ) أمَّا (زِيَادُ بْنُ جُبَيْرٍ) اتَّفقا عَلَيْه؛ وانفرد البخاريُّ بمتابعة جبير.و(حَيَّةَ) بالحاء المهملة والتاء المثناة من تحت الثقفي، وفي «الصَّحيحين» أبو حبَّة البدري _بحاء مهملة وباء موحدة _.وذكرت الاختلاف في اسمه حيث ذكره البخاري، فقيل اسمه عامر بن عبد عمرو، قاله أبو زرعة، وقيل زيد وهو مذكور في حديث الإسراء، قال ابن شهاب: فأخبرني ابن حزم أنَّ ابن عبَّاس وأبا حبَّة الأنصاري / كانا يقولان: ثُمَّ عُرِجَ بِي..الحديث.وزعم الواقدي أنَّه أبو حنَّة _بالنُّون_ وأنَّ اسمه مالك بن عمرو بن ثابت، وحكى ابن عبد البرِّ قولًا ثالثًا أنَّه أبو حيَّة _بالمثناة من تحت _؛ قال: والصَّواب أنَّه بالموحَّدة.
          قوله: (فَأَسْلَمَ الهُرْمُزَانُ) هو _بضمِّ الهاء وسكون الرَّاء وضمِّ الميم وبالزاي والنُّون_ علم على رجل عظيم من عظماء العجم، ملك بالأهواز.وقال ابن قتيبة: قتله عبد الله بن عمر بن الخطَّاب بعد عمر.كان أسره أبو موسى وبعثه مع أنس إلى عمر فأسلم.
          قوله: (فَقَالَ: إِنِّي مُسْتَشِيرُكَ فِي مَغَازِيَّ هَذِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ) (مَغَازِيَّ) بتشديد الياء، و(نَعَمْ) حرف الإيجاب.
          قوله: (مَثَلُهَا) الضَّمير فيه راجع إلى الأرض الَّتي يدلُّ عَلَيْها السياق.
          قوله: (وَإِنْ شُدِخَ الرَّأْسُ) بشين معجمة ودال مهملة، أي: كُسِرَ، و(الشَّدْخُ) كسر الشَّيء المجوَّف؛ يُقَالُ شدخت رأسه فانشدخ.
          قوله: (فَالرَّأْسُ كِسْرَى) بفتح الكاف وكسرها.
          قوله: (وَالجَنَاحُ قَيْصَرُ) غير منصرف.
          تنبيه: ضَرْبُ الهرمزان هذا المثل يدلُّ على كمال عقله وتمثيله كسرى بالرَّأس صحيح، لأنَّه أعظم ملكًا وأكثر أتباعًا وأوسع بلدًا، ومثَّل بالجناحين ولم يذكر الرِّجلين، وأراد بهما من سوى هؤلاء الثَّلاثة الأمم.
          قوله: (فَنَدَبَنَا عُمَرُ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْنَا النُّعْمَانَ بْنَ مُقَرِّنٍ) بفتح القاف وكسر الرَّاء المشدَّدة وأوَّله ميم مضمومة وآخره نون.
          قوله: (فَقَامَ تَرْجُمَانٌ لَهُ) هو بفتح التاء وضمِّها وضمِّ الجيم وبفتحها في وجه ثالث؛ نحو الزَّعفران، وهو المفسر لغة بلغة أخرى.
          قوله: (فَقَالَ: لِيُكَلِّمْنِي رَجُلٌ منكُمْ، فَقَالَ المُغِيرَةُ: سَلْ عَمَّا شِئْتَ) مباردة المغيرة إمَّا أن تكون بإذن من أمير الجيش وهو النُّعمان بن مقرن، أو بادره لما عنده في ذلك من العلم ولتلقي النُّعمان المقالة ولئلَّا يتكلَّف الأمير مخاطبة التَّرجمان.وفيه وصف المغيرة لما كانوا عَلَيْه.
          قوله: (فَأَمَرَنَا نَبِيُّنَا رَسُولُ اللهِ صلعم أَنْ نُقَاتِلَكُمْ حَتَّى تَعْبُدُوا اللهَ وَحْدَهُ، أَوْ تُؤَدُّوا الجِزْيَةَ) فيه إثبات الجزية على المجوس والعجم.وذهب الشافعيُّ إلى أنَّ الجزية على الأديان لا على الإنسان، فتُؤخَذُ من أهل الكتابين عربًا كانوا أو عجمًا، ولا تُؤخَذُ من أهل الأوثان.
          قوله: (فَقَالَ النُّعْمَانُ: رُبَّمَا أَشْهَدَكَ اللهُ مِثْلَهَا) أي: ربَّما جعلك الله شاهدًا لمثل هذه المقالة مع النَّبيِّ صلعم في بعض غزواته فتحمَّلتها حتَّى قلتها القوم في جوابهم، فلا يجعلك الله نادمًا على مقالتك ولا يخزيك به، فإنِّي ما شاهدت مثلها ولكنَّني شهدت القتال مع رسول الله..الحديث.
          قوله: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلعم إِذَا لَمْ يُقَاتِلْ / فِي أوَّل النَّهَارِ، انتَظَرَ حتَّى تَهُبَّ الأَرْوَاحُ) جمع ريح، وأصله روح، سُكِّنَت الواو فقُلِبَتْ ياءً لانكسار ما قبلها وسكونها.والجمع يرد الشَّيء إلى أصله، وحكى ابن جنِّي عن بعضهم في جمع الرِّيح أرياح، لما رآهم قالوا رياح.