تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب ذكر العشاء والعتمة ومن رآه واسعًا

          ░20▒ (بَابُ: ذِكرِ العِشاءِ وَالعَتَمَةِ) _بفتحات_ هي العشاء، وعطفها عليها لتغايرهما لفظًا، وفي نسخة: <أو العَتَمَة>. (وَمَن رَآهُ) أي: التعبير بالعَتَمَة عن العشاءِ. (وَاسِعًا) أي: جائزًا، والمراد: وذكر أن ذلك واسعٌ.
          (قَالَ أَبُو هُرَيرَةَ) في نسخة: <وقال أبو هريرة>. (أَثقَلُ الصَّلَاةِ عَلَى المنَافِقِينَ العِشَاءُ وَالفَجرُ) أي: لأن وقتهما(1) وقت راحة البدن. (وَقَالَ) أي: النبيُّ صلعم، أو أبو هريرة عنه. (لَو يَعلَمُونَ مَا في العَتَمَةِ وَالفَجرِ) فسمى صلعم العشاءَ تارة بالعشاءِ، وتارة بالعَتَمة، وجواب / (لَو) محذوف؛ أي: لأتوهما ولو حَبوًا.
          (قَالَ أَبو عَبد اللهِ) أي: البخاري. (وَالاختِيَار أَن يَقُولَ: العِشَاءُ؛ لِقَولِهِ تَعَالَى) في نسخة: <لقول الله تعالى>. (وَيُذكَرُ) _بضم الياء_ وإنَّما ذكره بصيغة التمريض مع أنَّه صحيح؛ لأنَّه ذكره بالمعنى. (فَأَعتَمَ بِهَا) أي: أخَّرها حتَّى اشتدت ظلمةُ الليل.


[1] في الأصل: ((وقتها))، والمثبت من (ط) و(ص) والمطبوع، وهو المناسب للسياق.