تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

حديث: مواقيت الصلاة وفضلها

          521- (أَخَّرَ الصَّلاةَ) أي: صلاة العصر؛ أي: أخَّرها عن وقتها المختار لا عن وقتها الجائز. (وَهُوَ بِالعِرَاقِ) أي: عراق العرب، وهو من عَبَّادان للموصل طولًا، ومن القادسية لحُلوان عرضًا، وفي رواية في(1) «الموطأ»: ((وهو بالكُوفة)) وهي من العراق، فالتعبير بها أخص من التعبير به. (أَلَيسَ) اسمُها ضمير الشأن مُفسَّرٌ بما بعدها، ويجوز: ألستَ، بجعل اسمها ضميرَ المخاطب. (نَزَلَ) أي: صبيحة ليلة الإسراء المفروض فيها الصَّلاة. (فَصَلَّى) زاد في نسخة: <برسولِ الله>. (ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى) عطف في صلاة جبريل. بـ(ثُمَّ) لأنها متراخيةٌ عمَّا قبلها، وفي صلاة النبي صلعم بـ(الفاءِ)؛ لأنها متعقبة لصلاة جبريل.
          (بِهَذَا) أي: بأداءِ الصَّلاة في هذه الأوقات. (أُمِرتُ) _بضمِّ التاءِ_ أي: أن أصلي بك(2) _وبفتحها_ أي: شرُع لك. (فَقَالَ عُمَرُ لِعُروَةَ: اعلَم) _بصيغة / الأمر_ للتنبيه على استبعاد ما قاله عروةُ. (مَا) أي: الذي. (أوَ إِنَّ) _بفتحِ الواو_ للعطف على مقدر، والهمزةُ للاستفهامِ، وإِنَّ_بالكسر_ على الاستئناف وإن صحب استفهامًا، وأَنَّ(3) بالفتح بتقدير: أوَعلمتَ. (هُوَ أَقَامَ) في نسخة: <هو الذي أَقام>. (صلعم(4)) في نسخة: <صلى الله عليهما>. (وَقتَ) في نسخة: <وُقُوت(5) >، وفي أخرى: <مَواقيت>. (كَذَلِك) في نسخة: <وكَذَلِكَ>.
          (بَشِيرُ) بفتح الموحدة، وكسر المعجمة. (قَالَ عُروَةُ) مقول ابن شهاب، قيل: أو تعليق من البخاري.
          522- (وَالشَّمسُ في حُجرَتِهَا) أي: عائشة، وسُميت بذلك؛ لمنعها الداخل من الوصول إليها. (قَبلَ أَن تَظهَرَ) أي: تعلو من حجرتها إلى أعالي(6) الدار.
          وفي الحديث: المبادرة بالصَّلاة أول الوقت، وإنكار العلماء على الأمراء ما يخالف السنة، ومراجعة العالم لطلب البيان، والرجوع عند التنازع إلى السنة، وأن الحجة في الحديث المسند دون المقطوع، ولا يعارض الحديثُ حديثَ إمامة جبريل له صلعم في اليوم الثاني حين صار ظلُّ كل شيءٍ مثليه؛ لأن ذاك وقع بيانًا للجواز.


[1] قوله: ((في)) ليس في (ع).
[2] في (ط): ((أي أن آمرك)).
[3] في المطبوع: ((أو بالفتح))، وفي (ع) و(ص): ((وبالفتح بتقدير أوعلمت))، وفي (ط): ((وواو))، وفي (د): ((وواوًا)).
[4] قوله: ((وسلم)) ليس في (د).
[5] في (ط) و(ص): ((ووقوت)).
[6] في المطبوع: ((أعلى))، وفي (ط): ((عالي)).