تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

حديث: أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي

          335- (هُشَيمٌ) _بالتصغير_ أي: ابن بَشير(1) _بالتكبير(2) _. (ح) هي حاء التحويل، وهي ساقطة من نسخة. (ابنُ النَّضرِ) _بفتح النون وسكون المعجمة_ أَبو عثمان البغدادي. (سَيَّارٌ) بفتح المهملة، وتشديد التحتية. (يَزِيدُ) هو <ابن صُهيب> كما في نسخة. (الفَقِيرُ) سمِّي به لشكوى فقَار ظهره، لا لفَقره(3)من المال.
          (خَمسًا) أي: خمس خصالٍ. (لَم يُعطَهُنَّ أَحَدٌ قَبلِي) أي: لم(4) تجمع لأحد قبلي.
          (بِالرُّعبِ)(5) بالخوف مني. (مَسجِدًا) أي: مكانًا للسجود. (وَطَهُورًا) _بفتح الطاء_ بمعنى مُطهِّرًا، فالتراب مطهِّر وإن لم يرفع حدثًا. (فَأَيُّما) الفاء سببية، و(أيُّ) شرطية زيد عليها (مَا) لزيادة التعميم. (رَجُلٍ) مجرور بالإضافة. (مِن أُمَّتِي) ساقط من نسخة. (فَليُصَلِّ) أي: بوضوء أو تيمم؛ أي: إلا الأماكن المنهي عن الصَّلاة فيها.
          (وَأُحِلَّت ليَ الغَنائِمُ) جمع غنيمة وهي ما حصل من الكفَّار بقهر، وفي نسخة: <المغَانِم> وهي بمعنى الغنائم، أما غيره فلا يحلُّ(6) له، إما لأنه لا(7) يجاهد، أو لأنه إِذَا غنم شيئًا تجيءُ نار تحرقه.
          (وَأُعطِيتُ الشَّفَاعَةَ) هي سؤال فعل الخير(8) وتركُ الضرر عن الغير على سبيل التصريح(9)، والمراد بها: الشفاعة العظمى، وهي المراد بالمقام المحمود وهي شفاعة عامة، تكون في الحشر حتى(10) تفزع الخلائق إليه صلعم. قال النوويُّ: الشفاعة(11) خمسٌ، أولها: مختصة بنبينا صلعم، وهي الإراحة من هَول الموقف وطول الوقوف، الثانية: في إدخال قومٍ الجنة بغير حساب، الثالثة: لقوم استوجبوا النار، والرابعة: فيمن دخل النار من المذنبين، والخامسة: في زيادة الدرجات في الجنة لأهلها. قال في «الروضة»: ويجوز أن يكون خُصَّ بالثالثة والخامسة أيضًا. قال غيره(12): ومن شفاعاته أن يشفع لمن مات بالمدينة، وأن يشفع في تخفيف العذاب لمن استحق الخلود في النار كأبي طالب، وأن يشفع لجماعة من صُلَحاء المؤمنين فيتجاوز عنهم في تقصيرهم في الطاعات، وأن يشفع في أطفال المشركين حتَّى يدخلوا الجنة.


[1] في المطبوع: ((بشر)).
[2] في (ع): ((بالتنكير)).
[3] في الأصل: ((لفقرة)).
[4] قوله: ((لم)) ليس في (ع) و(ح).
[5] زاد في المطبوع و(ص) و(د): ((أي)).
[6] في المطبوع: ((فلم تحل))، وفي (ط): ((تحل)).
[7] في المطبوع: ((لم)).
[8] في المطبوع: ((بالخير))، وفي (ص): ((هي فعل سؤال الخير)).
[9] في (ع) و(ص) والمطبوع و(د): ((التضرع)).
[10] في المطبوع: ((حين)).
[11] في المطبوع: ((الشفاعات)).
[12] هو ابن الملقن.