تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

حديث: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر

          334- (في بَعضِ أَسفَارِهِ) كان ذلك في غزوة بني المصْطَلِق، وهي غزوة المُرَيسِيع التي كان(1) فيها قصة الإفك. (بِالبَيدَاءِ) بفتح الموحدة والمدِّ. (أَو بِذَاتِ الجَيشِ) _بفتح الجيم وسكون التحتية وإعجام الشين_ هما موضعان بين مكة والمدينة، والشكُّ من عائشة ♦. (انقَطَعَ عِقدٌ لي) _بكسر العين_ أي قِلادة لأنها تُعقد وتُقلد العُنق، أي تُعلق فيه. (عَلَى التِمَاسِهِ) أي طلبه. (وَلَيسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيسَ مَعَهُم مَاءٌ) الثاني منهما ساقط هنا من نسخةٍ اكتفاءً بالأول.
          (مَا صَنَعَت عَائِشَةُ) أي: ما تسببت فيه من إقامة رسول الله صلعم والناس، وألف (مَا) ساقطة(2) من نسخة. (فَعَاتَبَنِي أَبُو بَكرٍ) لم تقل: أبي؛ لأن عِتَابه لها ينافي الأبوة، فنزلته منزلة الأجنبي فذكرته باسمه. (يَطعُـَنُنِي) _بضمِّ العين وحكي فتحها_ فالأكثر(3) ضمها في الطعن باليد، بخلاف الطعن في النسب فالأكثر فيه فتحها. (في خَاصِرَتي) هي_بخاء معجمة وصاد مهملة_ الجَنب أو الوسط(4). (فَـِخِـْذِي) _بفتح الفاءِ وكسرها مع كسر الخاءِ وسكونها فيهما_ وهي جارية في كل ما وسطه حرف حلق من فَعِلٍ.
          (أَصبَحَ) أي: دخل في الصباح، فهو تام يكتفي بمرفوعه، لا ناقص حتى يحتاج إلى خبرٍ. (عَلَى غَيرِ مَاءٍ) تنازعه قام وأصبح. ({فَتَيَمَّمُوا} [النساء:43]) (5) بلفظ المضيِّ، أي فتيمم(6) الناس بعد نزول الآية، وبلفظ الأمر على ما هو لفظ الآية، ذكره بيانًا أو بدلًا من آية التيمم.
          (أُسَيدُ بنُ الحُضَيرِ) _بالتصغير فيهما_ والحُضير(7) _بحاء مهملة وضاد معجمة_ وفي نسخة: <حُضَير(8)> بدون (ال). (مَا هِيَ) أي البركة التي حصلت للمسلمين برخصة (التَّيَمُّمِ)، والبركة(9) كثرة الخير. (بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُم) في نسخة: / <أولَ بركتكم>بلا باء، بالنصب والرفع على لُغتَي(10) إعمال (مَا) وإهمالها. (يَا آلَ أَبي بَكرٍ) الآل الأهل والعيال أو(11) الأتباع، ولا يستعمل(12) إلا في الأشراف، وإنما قيل: آل فرعون لتصوره بصورة الأشراف، أو لشرفه في قومه عندهم، وفي نسخة: <يال(13) أبي بكر> بحذف الهمزة والألف من الآل تخفيفًا.
          (الَّذِي كُنتُ عَلَيهِ) أي: راكبة عليه. (فَأَصَبنَا) أي: وجدنا.
          وفي الحديث جواز اتخاذ القَلائد، والاعتناء بحفظ حقوق المسلمين وأموالهم وإن قلَّت، فقد روي(14): ((أن العقد كان ثمنه اثني عشر درهمًا)). وجواز السفر بالنساء، والنهي عن إضاعة المال، وأن للأب أن يدخل على ابنته وزوجُها معها إذا(15) علم أنه في غير خلوة مباشرة، وأن له أن يعاتبها في أمر الله ويضربها عليه. ومعاتبة من نُسب إلى ذنب، ونسبةُ الفعل إلى(16) المتسبب فيه، وجواز الإقامة(17) بموضع لا ماء فيه.


[1] في (ص): ((كانت)).
[2] في (ع): ((ساقط)).
[3] في المطبوع: ((والأكثر)).
[4] في (ص): ((والوسط)).
[5] زاد في (د): ((فقال)).
[6] في المطبوع: ((تيمم)).
[7] في (د): ((والحضر)).
[8] في (د): ((حضر)).
[9] في (د): ((والتركة)).
[10] قوله: ((لغتي)) ليس في (ص)، صورتها في (د): ((أجثى)).
[11] في المطبوع: ((و)).
[12] في (د): ((يستدل)).
[13] في (د): ((يا ال)).
[14] وجدته في شرح ابن بطال ونخب الأفكار وشرح القسطلاني وابن التين ولم ينسبوه إلى كتاب أو مخرِّج.
[15] في (ط) و(ص) والمطبوع: ((إن)).
[16] قوله: ((إلى)) ليس في المطبوع.
[17] في (د): ((الإهانة)).