التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة

          525- قوله: (حَدَّثَنا يَحيَى): هذا هو ابن سعيد القطَّان، تقدَّم مرارًا، مُحَدِّثُ العصرِ.
          قوله: (عَنِ الأَعْمَشِ): تقدَّم مرارًا أنَّه سُلَيمانُ بن مِهْرَان، أبو مُحَمَّد الكاهليُّ، القارئُ المشهورُ.
          قوله: (حَدَّثَنِي شَقِيقٌ): هو أبو وائل، شقيقُ بن سَلَمة الأسَديُّ الكوفيُّ، سمع عُمرَ ومعاذًا، وعنه: منصورٌ والأعمشُ، وقال: (أدركتُ سبعَ سِنينَ من سِنِي الجاهليَّة)، وكان من العلماء العاملين، تُوُفِّيَ سنة ░82هـ▒، أخرج له الجماعة، وقد تقدَّم، ولكن طال العهد به(1) [خ¦48].
          قوله: (لَجَرِيءٌ): هو مهموز الآخر، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ): يُصَدِّقه قوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ}[التغابن:15]؛ والمعنى في ذلك: أن يأتي مِن أجلهم ما لا يَحِلُّ له مِن القول والعمل ما لم يَبْلُغ كبيرةً.
          قوله: (وَجَارِهِ): المراد بفتنته بجاره وأهله: ما يعرضُ له معهم(2) من شرٍّ، أو حزن(3)، أو ترك حقٍّ، وشِبْهِ ذلك.
          قوله: (إِذَنْ لَا يُغْلَقَُ): (يُغلقَ): مبنيٌّ لِمَا لم يُسَمَّ فاعله مَنْصوبٌ بـ(إذن)، وقد طرأ عليه الرَّفعُ أيضًا في أصلنا، وهو جائز؛ بل أَجوَز من النَّصب، قال الله تعالى: {وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً}[الإسراء:76]، وقد(4) قُرِئ شاذًا بالنَّصب، والله أعلم.
          قوله: (قُلْنَا: أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ الْبَابَ؟ قَالَ: نَعَمْ): إنَّما عَلِم عُمَرُ الباب؛ لأنَّه كان مع النَّبيِّ صلعم على حِرَاء، ومعه أبو بكر وعثمان، فرجف بهم، فقال له النَّبيُّ صلعم: «اثبُتْ حراءُ، فإنَّما عليك نبيٌّ وصِدِّيقٌ، وشهيدان»، وفهم ذلك من قول حذيفة حين قال: (بل يُكسَر الباب)، ويدلُّ عليه أيضًا قوله: (إذًا لا يُغلَق) لأنَّ الغَلْق إنَّما يكون في الصَّحيح.
          قوله: (لَيْسَ بِالأَغَالِيطِ): هو جمع (أغلوطة): وهو ما يُخْلَط فيه؛ أي: ليس فيه كذب، ولا وهم، وقال شيخنا: (قال الدَّاوديُّ: «ليس بالأغاليط»؛ أي: ليس بالصَّغير الأمر واليسير الرَّزيَّة).
          قوله: (فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَ حُذَيْفَةَ): قائل هذا هو أبو وائلٍ شقيقٌ المذكورُ في السَّند، وجاء في رواية: (قال أبو وائل: فقلتُ لمَسْرُوقٍ: سَلْ حذيفةَ عن الباب، فقال: عمرُ ☺)(5).


[1] في (أ): (منه).
[2] (له): سقط من (ب).
[3] في (ب): (جزل).
[4] (وقد): سقط من (ب).
[5] أخرجه الترمذيُّ ░2258▒، وزيد في (أ) مستدركًا وفي (ب): (الذي يظهر أنَّ البابَ عثمانُ ☺؛ لأنَّ بقتله انفتحتِ الفتنُ، والله أعلم)، وهو عجيب