التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله

          2699- قوله: (عَنْ إِسْرَائِيلَ): هو إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعيُّ، روى هنا عن جدِّه عَمرِو ابنِ عبد الله أبي إسحاقَ(1) السَّبيعيِّ الهمْدانيِّ، وقد قَدَّمتُ ترجمةَ إسرائيلَ [خ¦126]، وتَقَدَّم اسمُ (أَبِي إِسْحَاقَ) قريبًا، وترجمته بعيدًا [خ¦40].
          قوله: (اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلعم فِي ذِي الْقَعْدَةِ): يعني: عمرة الحديبية، وهي المرادة هنا، وكلُّ عُمَرِهِ في ذي القعدة إلَّا التي مع حجَّته، وقد تَقَدَّم ذلك [خ¦26/3-2781].
          قوله: (أَنْ يَدَعُوهُ): هو بفتح الدَّال؛ أي: يتركوه، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (فَلَمَّا كَتَبُوا الْكِتَابَ): تَقَدَّم أنَّ الكاتب يومئذٍ هو عليٌّ [خ¦2698]، وسأذكر قريبًا كُتَّابه ╕ الذين كتبوا [الوحي] والرَّسائل [خ¦2731].
          قوله: (فَقَالُوا: لَا نُقِرُّ بِهَا): جاء أنَّ قائل ذلك سُهَيل بن عَمرٍو في بعض طرق هذا «الصَّحيح» [خ¦2732].
          قوله: (امْحُ): هو بضَمِّ الحاء، ويجوز فتحُها، على اختلاف اللُّغتين اللَّتين تقدَّمتا قريبًا [خ¦2698].
          قوله: (فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلعم الْكِتَابَ، فَكَتَبَ: هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ): اعلم أنَّ الحافظ فتحَ الدين ابنَ سيِّد النَّاس في «سيرته الكبرى» عزا إلى البخاريِّ، فقال: (وقد روى البخاريُّ: أنَّ النَّبيَّ صلعم كتب ذلك بيده) انتهى، وهذا اللَّفظ ليس في «البخاريِّ» في النُّسخ التي وقفتُ عليها، ثمَّ [قال]: (اعلم أنَّ ذلك عَدَّه مَن وقف عنده معجزةً له ╕، وما شهد به القرآن مِن أنَّه النَّبيُّ الأُميُّ الذي لا يحسن الكتابة مع ما كان يأتي به مِن أقاصيص الأوَّلين وأخبار الأُمم الماضية هو المعجزةُ العظمى؛ لما تضمَّن مِن تكذيب مَن نسب ذلك إلى علمٍ تلقَّاه مِن أساطير الأوَّلين ممَّن قال: {اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ}(2) [الفرقان:5]، وهذا علَمٌ(3) عظيمٌ مِن أعلام نبوَّته، وأصلٌ عظيمٌ من دلائل صدقه في أنَّه ◙(4) إنَّما كان يتلقَّى ذلك من الوحي، وسلامةُ هذا الأصل من شبهة قد تركت للمُلحِد(5) حجَّةً في معارضته وإن بَعُدت [أَوْلى]، وذكر الإمام أبو الوليد سليمان بن خلف الباجيُّ: أنَّه كَتَب، فأنكر ذلك عليه علماء الأندلس، فبعث إلى الآفاق يستفتي بمصر، والشَّام، والعراق، وغير ذلك؛ فجُلُّهم قال: لم يكتب النَّبيُّ صلعم بيده قطُّ، ورأَوا ذلك محمولًا على المجاز، وأنَّ معنى «كتب»: أَمَرَ بالكتابة، وهو مذهب الأكثرين، وقالت طائفة يسيرة: كتب)، وقد حكى القاضي عياض ذلك عن الباجيِّ، وأنَّ الباجيَّ حكاه عن السِّمنانيِّ، وأبي ذرٍّ، وغيرهما، انتهى، وحكى شيخنا موافقة الباجيِّ عن أبي ذرٍّ الهرويِّ وأبي الفتح النَّيسابوريِّ، انتهى، قال الحافظ أبو الفتح ابن سيِّد النَّاس: (وجرت هذه المسألة يومًا بحضرة أبي الفتح القشيريِّ، فلم يعبأ بقول مَن قال: كتب، وقال عن الباجيِّ: هو قول أحوجَه إلى أن يستنجدَ بالعلماء من الآفاق)، انتهى، والمسألة طويلة، وقال القرطبيُّ: (قوله: «فأخذ رسول الله صلعم الكتاب، فكتب»؛ ظاهرٌ قويٌّ في أنَّ النَّبيَّ صلعم كتب بيده، وقد أنكره قومٌ؛ تمسُّكًا بقوله تعالى: {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ}(6) [العنكبوت:48])، قال(7): (ولا نكرةَ فيه، فإنَّ الخطَّ المنفيَّ عنه الخطُّ المتسبُ عن التَّعلُّم، وهذا خطٌّ خارقٌ للعادة أجراه الله تعالى على أنامل نبيِّه صلعم مع بقائه لا يحسن الكتابة المكتسبة، فهذا زيادةٌ في صحَّة نبوَّته)، انتهى، وفي «الروضة» للنَّوويِّ: (وممَّا عُدَّ من المحرَّمات عليه ╕ الخطُّ والشِّعرُ، وإنَّما يتَّجه القولُ بتحريمهما ممَّن يقول: إنَّه ╕ كان يحسِنُهُما، وقد اختُلِف فيه؛ فقيل: كان يحسنهما، لكنَّه(8) يمتنع منهما)، قال: (والأصحُّ: أنَّه كان لا يحسنهما، ولا يمتنع تحريمهما وإن لم يحسنهما، والمراد: تحريم التَّوصُّل إليهما، والله أعلم)، وقد ذكر النَّوويُّ في «شرح مسلم» المسألةَ من عند القاضي عياض في (الحديبية)، وأطال فيها، وذكر مُتَمَسَّكَ الفريقين، فإن أردتها؛ فانظرها.
          تنبيهٌ: قال القاضي عياض في «الشفا» في فصل (ومن معجزاته الباهرة) ما لفظه: (وقوله في الحديث الآخر الذي يُروَى عن معاوية ☺ أنَّه كان يكتب بين يديه ╕، فقال: «ألقِ الدَّواة، وحرِّف القلم، وأقمِ الباء، وفرِّق السِّين، ولا تُعَوِّر الميم، وحَسِّن الله، ومُدَّ الرَّحمن، وجَوِّد الرَّحيم» [الديلمي]، وهذا وإن لم تصحَّ الرِّواية أنَّه صلعم(9) كتب؛ فلا يبعد أن يُرزَقَ علمَ هذا، ويُمْنَعَ الكتابةَ والقراءةَ) انتهى، ففي هذا: أنَّ رواية: (كتب) غيرُ صحيحة، والله أعلم، ولعلَّه أراد أنَّه(10) لم يُرَد بها حقيقةُ الكتابة؛ إنَّما أراد بـ(كتب) المجازَ؛ أي: أمر الكاتب فكتب، والله أعلم.
          قوله: (أَتَوْا عَلِيًّا فَقَالَ: قُلْ لِصَاحِبِكَ: اخْرُجْ عَنَّا): قال الدِّمياطيُّ: (القائل: «اخرج عنا»: هو حويطب بن عبد العُزَّى)، وقد رأيت في «المستدرك» في ترجمة ميمونة: (فأتاه حويطب بن عبد العُزَّى في نفرٍ من قريش)، وقال أبو الفتح ابن سيِّد النَّاس: (لمَّا تمَّت الثلاثة الأيَّام؛ جاء حويطب ابن عبد العُزَّى ومعه سُهَيل بن عَمرٍو إلى رسول الله صلعم عن المشركين بأن يخرجَ عن مكَّة...)؛ فذكره.
          قوله: (فَتَبِعَتْهُمُ ابْنَةُ حَمْزَةَ): قد اختُلِف في اسمها؛ فقيل: أمامة، أو أَمَةُ الله، أو أمُّ الفضل، أو سَلْمى، حكى ذلك شيخُنا، وعزاه للمِزِّيِّ في «أطرافه»، قال: أو عمارة، وأمُّ الفضل كنيةٌ، أو فاطمة، قاله أبو نُعَيم وابنُ طاهر، قال المحبُّ الطَّبريُّ في «أحكامه»: (فاطمة درجت صغيرة، وهذه التي اختصموا فيها أمامة، روت بنتُ حمزة حديثًا واحدًا في ميراث مولاها)، انتهى، وقال ابنُ الجوزيِّ: (إنَّ المخاصَم فيها أمامةُ بنت حمزة)، وقال(11) النَّوويُّ في «تهذيبه»: (اسمها فاطمة، وقيل: عمارة، وقيل: أمامة)، انتهى، وحكى ابنُ شيخِنا البلقينيِّ أقوالًا فيها تقدَّمت، ثمَّ قال: (ثمَّ زوَّجها رسولُ الله صلعم مِن سلمة ابن أمِّ سلمة، وقال حين زوَّجها: «هل جزيت سلمة؟»؛ لأنَّ سَلَمة هو الذي زوَّج أمَّ سلمة من النَّبيِّ صلعم، وسمَّاها الواقديُّ: عمارة، وبخطِّ الحافظ مغلطاي: في «كتاب ابن الطَّلاع»: قال مُحَمَّد بن نصر: إنَّها إذ ذاك كانت غيرَ مدركة، قال الكلبيُّ: هَلك سلمة قبل أن يجتمعا)، انتهى. /
          قوله: (فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ(12)): هو ابنُ أبي طالب، الصَّحابيُّ الجليلُ، أحدُ الخلفاءِ الأربعة، مشهورٌ، و(زَيْد): هو ابنُ حارثة مولى النَّبيِّ صلعم وحِبِّه، وحارثةُ أسلمَ وعُدَّ في الصَّحابة، وسيجيء مناقب زيد [خ¦62/17-5595] وعليٍّ [خ¦62/9-5561]، و(جَعْفَر): هو ابنُ أبي طالب، وسيجيء مناقبه [خ¦62/10-5569]، ♥ أجمعين.
          قوله: (وَخَالَتُهَا تَحْتِي): (خالتها)(13): أسماء بنت عُميس بن معبد بن الحارث الخثعميَّة، هاجرت مع جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة، ثمَّ تزوَّجها بعد وفاة جعفر أبو بكرٍ الصِّدِّيق، ثمَّ عليُّ ابن أبي طالب، وكانت فاضلةً جليلةً، وقال ابنُ سعد: (هي أسماء بنت عُمَيس بن مَعْدِ بن تيم بن الحارث بن كعب)، وطوَّل ترجمتها ♦، أخرج لها أحمدُ في «المسند»، وأصحاب «السُّنن» الأربعة، وأمَّا أمُّها؛ فهي سلمى بنتُ عُمَيس أخت أسماء، صحابيَّةٌ أيضًا، وهي زوجةُ حمزةَ بنِ عبد المطَّلب، ثمَّ زوجة شدَّاد بن الهاد، فولدت له عبدَ الله وعبدَ الرَّحمن، وأختُها زوجة جعفر بيقينٍ.
          قوله: (زَيْدٌ: ابْنَةُ أَخِي): قال الدِّمياطيُّ في مكانٍ يأتي: (كان ╕ آخى بمكَّة بين مولاه زيدٍ وعمِّه حمزةَ) انتهى [خ¦4251]، وقد تَقَدَّم أنَّ أبا العبَّاس ابن تيمية أنكر المؤاخاة بمكَّة بين المهاجرين [خ¦2048]، وقد يجاب عن هذا: بأنَّه أخٌ في الإسلام، قال الله تعالى: {فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}[الأحزاب:5]، وفيه أُنزِلتْ هذه، وقد قال له ╕: «أنت أخونا ومولانا»، ولا خلافَ أنَّه ╕ لم يؤاخِه، إنَّما كان يُدعَى قبل نزول الآية: زيدَ ابنَ مُحَمَّد، وللبحث في هذه المسألة مكانٌ ليس هذا موضعَه؛ في المؤاخاة بمكَّة وقوله: (ابنة أخي) [خ¦63/3-5660]، والله أعلم.
          قوله: (وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي): اعلم أنَّ أبا الفتح ابن سيِّد النَّاس ذكر مَن كان يشبهه صلعم، فقال: [من البسيط]
بِخَمْسةٍ شُبِّهَ المُخْتَارُ مِنْ مُضَرٍ                     يَا حُسْنَ مَا خُوِّلُوا مِنْ شِبْهِهِ الحَسَنِ
بِجَعْفَرٍ وَابنِ عَمِّ المُصْطَفَى قُثَمٍ                     وَسَائِبٍ وَأَبِي سُفْيَانَ وَالحَسَنِ
          هؤلاء الخمسةُ ذكرهم ابنُ عبد البَرِّ، وأبو سُفيان: هو ابن الحارث بن عبد المطَّلب، والسَّائب: هو ابن عُبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن(14) المطَّلب بن عبد مناف، وهو والد شافع المطَّلبيِّ، يقال: له صحبةٌ، وأنَّه أسلم يوم بدر بعد أن أُسِر وفدى نفسه، كذا قال أبو الطَّيِّب الطَّبريُّ، وإلى السَّائب هذا يُنسَبُ الإمامُ الشَّافعيُّ(15) مُحَمَّد بن إدريس أبو عبد الله، قال ابن سيِّد النَّاس بعد إنشاد البيتين الذين له: (وممَّن كان يُشبَّه بالنَّبيِّ صلعم أيضًا: عبد الله بن عامر بن كُرَيز ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، رآه ╕ فقال: «هذا شَبَهُنا»، ورُوِي: أنَّه ╕ قال إذ رآه: «يا بني عبد شمس؛ هذا أشبه بنا منه بكم»).
          وقد اجتمع لي ممَّن يُشبِهُ النَّبيَّ صلعم جماعةٌ _ورأسهم إبراهيمُ صلعم(16)؛ لقوله ╕: «وأنا أشبه ولده به»، ومَن أشبهك؛ فقد أشبهته، وأيضًا في «مسند أبي يعلى الموصليِّ» في حديث الإسراء مُطَوَّلًا، وفيه: «وأمَّا إبراهيم ◙؛ فوالله لأشبهُ النَّاس بي خَلقًا وخُلقًا...»؛ الحديث، في سنده: مُحَمَّد بن إسماعيل الوساوسيُّ، قال البزَّار(17): (كان يضع الحديث)، وفيه أبو صالح باذام_؛ وهم الخمسة الذين نظمهم(18) ابن سيِّد النَّاس، والواحد الذي زاده، وهو سادس، وكابس ابن زَمْعة بن ربيعة، فهؤلاء سبعةٌ.
          ومسلم بن عَقِيل بن أبي طالب، قال ابن حِبَّان في «ثقاته» ما لفظه: (مسلم بن عَقِيل بن أبي طالب الهاشميُّ، كنيته أبو داود، كان أشبهَ ولد عبد المطَّلب بالنَّبيِّ صلعم) انتهى، فهذا ثامنٌ.
          ولهم تاسعٌ: وهو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، قال الذَّهبيُّ في ترجمته: (وصحَّ عن عبد الله ابن جعفر: أنَّ النَّبيَّ صلعم أتاهم بعدما أخبرهم بقتل جعفر، فقال: «لا تبكوا على أخي بعد اليوم»، وذلك بعد ثالثة، ثمَّ قال: «ائتوني ببني أخي»؛ فجيء بنا كأنَّا أفرخٌ، فقال: «ادعوا لي الحلَّاق»، فأمره، فحلق رؤوسنا، فقال: «أمَّا مُحَمَّد؛ يشبه عمَّنا أبا طالب، وأمَّا عبدُ الله؛ يشبه خَلقي وخُلقي...»)؛ الحديث، وهذا في «النَّسائيِّ الكبير».
          ولهم عاشرٌ: ذكر الذَّهبيُّ في «ميزانه» في ترجمة عليِّ بن عليِّ بن نجاد بن رفاعة: أنَّه كان يُشبَّه بالنَّبيِّ صلعم، وفي «التذهيب»: (يقال: إنَّه كان يُشبِه النَّبيَّ صلعم) مِن بقيَّة كلام أحمد، وبعده فيه أيضًا عن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمَّار: (وكان تُشبَّه [عيناه] بعَيْنَي النَّبيِّ صلعم)، وبعده عن عفَّان وأبي نعيم: (أنَّه كان يُشبَّه بالنَّبيَّ صلعم(19))، وفي «الكاشف» في ترجمته: (وكان يُشبَّه بالنَّبيِّ صلعم)، والمسألة في «الكمال» لعبد الغنيِّ، والظَّاهر أنَّها في «تهذيب المِزِّيِّ».
          ولهم حادي عشر: ذكر الذَّهبيُّ أيضًا في «ميزانه» في ترجمة المغيرة بن سعيد الرَّافضيِّ الكذَّاب ما لفظه: (عبد الله بن صالح العجليُّ: حدَّثنا فُضيل بن مرزوق عن إبراهيم بن الحسن قال: دخل عليَّ المغيرةُ بن سعيد وأنا شابٌّ _وكنت أُشبَّه وأنا شابٌّ برسول الله(20) صلعم_ فذكر من قرابتي وتشبُّهي وأَمَلَه فيَّ، ثمَّ ذكر أبا بكر...) إلى آخره.
          ولهم ثاني عشر: وهو عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطَّلب بن عبد مناف صحابيٌّ، قال ابن عبد البَرِّ: (إنَّه يشبه النَّبيَّ صلعم)، ذكر ذلك في «استيعابه».
          ولهم ثالث عشر: قال المِزِّيُّ في ترجمة مُحَمَّد بن عَقِيل بن أبي طالب ما لفظه: (وقال الزُّبير: كانت عند مُحَمَّد بن عَقِيل زينبُ، فولدت له عبدَ الله بنَ مُحَمَّد، روى عنه الثَّوريُّ وغيره، وعبدَ الرَّحمن، كان يُشبَّه بالنَّبيِّ صلعم)، قال مغلطاي: (فيه نظر؛ لأنَّ عبد الرَّحمن لم يذكره الزُّبير ولا المِزِّيُّ جملةً، ويشبه أن يكون تصحيفًا من «عبد الله»).
          ولهم رابع عشر: ذكر الذَّهبيُّ في ترجمة عَمرو بن الأزهر العتكيِّ في «ميزانه» حديثًا عن عائشة ♦: لمَّا زوَّج النَّبيُّ صلعم أمَّ كلثوم؛ قال لأمِّ أيمن: «هيِّئي ابنتي، فزفِّيها إلى عثمانَ...» إلى أن قال: «أَمَا إنَّه أشبه النَّاس بجدِّك إبراهيم...»؛ الحديث، قال الذَّهبيُّ: (موضوعٌ)، وذكر في ترجمة عَمرو بن صالح قاضي رامهرمز حديثًا عن ابن عمر ☻ مرفوعًا: «إنَّا نُشبِّه عثمان بأبينا إبراهيم»، وفي «المستدرك» في ترجمة رقيَّة بنته ╕: (عن أبي هريرة ☺: أنَّه دخل عليها وبيدها مِشطٌ، فقالت: خرج رسول الله صلعم مِن عندي آنفًا رَجَّلتُ رأسَه، فقال: «كيف تجدين أبا عبد الله؟» قلت: بخير، فقال: «أكرميه؛ [فإنَّه] مِن أشبه أصحابي بي خَلْقًا»، صحيح [الإسناد، واهي المتن])، قال الذَّهبيُّ: ([صحيح] مُنكَر المتن، فإنَّ رقيَّة ماتت وقت بدر، وأبو هريرة أسلم وقت خيبر)، انتهى.
          ولهم خامس عشر: روى الحاكم في «المستدرك» في مناقب فاطمة ♦ حديثًا عن أنس ☺ قال: (سألتُ أمِّي عن فاطمة، فقالت: كانت كالقمر ليلة البدر، بيضاءَ مُشْرَبةً حمرةً، لها شعرٌ أسودُ، مِن أشدِّ النَّاس شبهًا برسول الله صلعم، كما قيل...)؛ فذكرتْ بيتين، تعقَّبه الذَّهبيُّ في «تلخيصه» فقال: (قلت: موضوعٌ، وفي إسناده: مُحَمَّد بن زكريَّا الغلَابيُّ) انتهى.
          ولهم سادس عشر: الله أعلم؛ هل هو موجود الآن أم لا؟ وهو المهديُّ مُحَمَّد بن عبد الله، روى أبو داود منفردًا به عن عليٍّ ☺ قال: قال عليٌّ _ونظر إلى ابنه الحسن فقال_: (إنَّ ابني هذا سيِّدٌ كما سمَّاه النَّبيُّ صلعم، وسيخرج من صلبه رجلٌ يُسمَّى باسم نبيِّكم صلعم يُشبِهه في الخُلُق، ولا يُشبِهه في الخَلْق...)؛ الحديث، قال فيه أبو داود: (حُدِّثتُ عن هارون / بن المغيرة...)؛ فذكره بسنده إلى عليٍّ ☺.
          فائدةٌ: أشبههم به صلعم الحسنُ بن عليٍّ رضوان الله عليهما، وهذا معروف، وقد رواه البخاريُّ والتِّرمذيُّ مِن حديث أنس ☺(21) [خ¦3752]، وفي «الغيلانيَّات» في الجزء الرَّابع من حديث عبد الله ابن الزُّبير، وهذا القدر(22) [مشهور في «الصَّحيح» وغيره، وعن ابن حِبَّان في «صحيحه» من حديث أنس: (أنَّ الحُسين كان أشبهَهم برسول الله صلعم)، وسأذكر الجمع بينهما](23)، وفي «التِّرمذيِّ» في (مناقب الحسن والحُسين) عن عليٍّ ☺: (أنَّ الحسن أشبه النَّبيَّ صلعم ما بين الصَّدر إلى الرَّأس، والحُسين أشبه النَّبيَّ صلعم ما كان أسفلَ من ذلك)، قال التِّرمذيُّ: (حَسَنٌ غريبٌ)، وإنَّما ذكرت هذا؛ لأنِّي رأيت شيخنا العراقيَّ نظم الذين يُشبَّهون بالنَّبيِّ صلعم دون هذا _الذين ذكرتُهم_ بكثيرٍ، ونظم معهم الحُسين، فأردت أن أنبِّهك على وجه الشبه، ولم أر أحدًا عدَّه في المُشبَّهين إلَّا شيخنا، وكأنَّهم لمَّا رأوا شبهه بما تحت الثِّياب؛ لم يعدُّوه، والله أعلم، ولم أر أحدًا جمعهم كهذا، والباب قد يقبل الزِّيادة(24)، والله أعلم.


[1] (أبي إسحاق): سقط من (ب).
[2] زيد في (ب): {بُكْرَةً وَأَصِيلًا}.
[3] (علم): سقط من (ب).
[4] في (ب): (صلعم).
[5] في (ب): (للملحدة).
[6] زيد في (ب): {إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}.
[7] (قال): سقط من (ب).
[8] زيد في (ب): (كان).
[9] في (ب): (╕).
[10] (أنَّه): سقط من (ب).
[11] في (أ): (وقيل)، ولعلَّ المثبت هو الصواب.
[12] زيد في (ب): (☺).
[13] (خالتها): سقط من (ب).
[14] زيد في (ب): (عبد).
[15] زيد في (ب): (☺).
[16] في (ب): (╕).
[17] في (أ) غير واضح.
[18] في (ب): (بادام، والظاهر أنَّهم الذين جمعهم).
[19] في (ب): (╕)، وكذا في الموضع اللَّاحق.
[20] في (ب): (بالنَّبيِّ).
[21] الترضية مثبتة من (ب).
[22] (وهذا القدر): سقط من (ب).
[23] ما بين معقوفين جاء في (ب) بعد قوله: (رضوان الله عليهما، وهذا معروف).
[24] زيد في (ب): (كهذا)، ولعلَّه تكرارٌ.