التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب الصلح مع المشركين

          قوله: (بَابُ الصُّلْحِ مَعَ الْمُشْرِكِينَ، فِيهِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ): هذا هو أبو سفيان صخرُ بن حرب ابن أميَّة بن عبد شمس بن عبد مناف، والدُ معاوية، تَقَدَّم في أوَّل هذا التَّعليق [خ¦7]، واعلم أنَّ أبا سفيان حديثه في الكتابة إلى هرقل هو في الكتب السِّتَّة حاشا ابنِ ماجه، وليس له حديثٌ في الكتب سواه، وقد رواه عنه عبدُ الله بن عبَّاس [خ¦7]، فكتابته ╕ إليه تأليفًا له، وضمن ذلك الصُّلح معه ╕، ويحتمل أنَّه أراد البخاريُّ صلحَ الحديبية، ويكون ذلك مأخوذًا من المدَّة التي مادَّ فيها رسولُ الله صلعم أبا سفيان وكفَّار قريش، وكلاهما ظاهرٌ في صلحه ╕ مع المشركين، والاحتمال الثَّاني أظهرُ، لكنَّ ذلك ليس بحديث أبي سفيان، والبخاريُّ قال: (فيه عن أبي سفيان)، والله أعلم، ولم أرَ أحدًا ذكر ذلك.
          قوله: (وَقَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ): هو الأشجعيُّ، اختُلف في كنيته؛ فقيل: أبو عمرٍو، وقيل: أبو عبد الله، وقيل: أبو عبد الرَّحمن، وقيل: أبو مُحَمَّد، وقيل: أبو حمَّاد، سكن الشَّام، كانت معه رايةُ قومه يوم الفتح، وله بدمشقَ دارٌ عند سوق الغَزْل العتيق، روى عنه: جُبَير بن نُفَير، وكَثِير بن مُرَّةَ، وأبو مسلم الخولانيُّ، والشَّعبيُّ، وآخرون، قال الواقديُّ: (شهد خيبر)، قال: (ونزل حمص وبقي(1) بها إلى أوَّل(2) خلافة عبد الملك، [ومات] سنة «73هـ»)، وفيها ورَّخه خليفة(3)، أخرج له الجماعة.
          تنبيهٌ: لهم شخصٌ آخَرُ من الصَّحابة(4) يُقال له: عوف بن مالك بن عبد كلال، أبو الأحوص الجُشَميُّ، كذا أورده العسكريُّ، ولا أعلم لهذا روايةً، والله أعلم، وقد قال الذَّهبيُّ في «مختصر كنى الحاكم أبي أحمد»: (عوف بن مالك الجُشَميُّ، كوفيٌّ مخضرمٌ)؛ فجزم في «الكنى»(5) بأنَّه تابعيٌّ، وعدَّه في «الصَّحابة» صحابيًّا، وسكتَ عليه، فتناقضَ.
          وتعليق عوف بن مالك الذي في «البخاريِّ» هو في «البخاريِّ»، و«أبي داود»، و«ابن ماجه»؛ البخاريُّ في (الجزية) [خ¦3176]، وأبو داود في (الأدب)، وابنُ ماجه في (الفتن)، والله أعلم.
          قوله: (ثُمَّ تَكُونُ هُدْنَةٌ): (الهدنة): الصُّلح.
          قوله: (وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ): (بنو الأصفر): هو الرُّوم؛ وهم الذين يُسمَّون في بلادنا: الإفرنج، وجدُّهم: الأصفر بن روم بن عِيْصُو بن إسحاق، قاله الحربيُّ، وقال غيره: لأنَّ جيشًا من الحبش غلب عليهم في الزَّمان الأوَّل، فوطِئ نساءهم، فولد لهم أولادٌ صفرٌ نُسِبوا إليهم، قاله ابن الأنباريِّ، وقد تَقَدَّم في أوَّل هذا التَّعليق [خ¦7].
          قوله: (سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ): هو بضَمِّ الحاء المهملة، وفتح النُّون، ثمَّ مثنَّاة تحت ساكنة، ثمَّ فاء، أوسيٌّ بدريٌّ جليلٌ، عنه: عبد الرَّحمن بن أبي ليلى وأبو وائل، كبَّر عليه عليٌّ ☻ سِتًّا، كما سيأتي في (غزوة بدر) [خ¦4004]، تُوُفِّيَ سنة ░38هـ▒، أخرج له الجماعة، ☺.
          قوله: (يَومَ أَبِي جَنْدَلٍ): هو بفتح الجيم، وإسكان النُّون، ثمَّ دال مهملة مفتوحة، ثمَّ لام، اسمه العاصي بن سُهَيل بن عَمرٍو، وبقيَّة نسبه معروفٌ، استُشهِد مع أبيه سُهَيل بالشَّام في خلافة عُمَرَ، وأخوه عبد الله كان فرَّ يوم بدر إلى المسلمين، وشهد بدرًا والمشاهدَ كلَّها، وقُتِل يوم اليمامة شَهيدًا، وأوَّلُ مشاهدِ أبي جَنْدَل الفتحُ، ♥.
          قوله: (وَأَسْمَاءُ): هي بنت أبي بكر الصِّدِّيق(6)، يعني: ذِكْر الصُّلح، وقد تَقَدَّم بعضُ ترجمتِها، وأنَّها تُوُفِّيَت بعد ابنها عبد الله بأيَّامٍ [خ¦86]، وقَدَّمتُ غير مرَّةٍ أنَّ ابنها قُتِل سنة ░73هـ▒.
          قوله: (وَالْمِسْوَرُ): تَقَدَّم مرَّاتٍ أنَّه بكسر الميم، وإسكان السِّين، وأنَّه ابنُ مَخْرَمة، وأنَّه صحابيٌّ صغيرٌ، وحديثُه في صلح الحديبية [خ¦2712].


[1] في (ب): (وبنى).
[2] (أول): ليس في (ب).
[3] زيد في (ب): (انتهى)، وانظر «تاريخ خليفة» (ص206▒.
[4] (من الصَّحابة): ليس في (ب).
[5] في (ب): (بالكنى).
[6] زيد في (ب): (☺).