التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: لا يمنع فضل الماء ليمنع به الكلأ

          2353- قوله: (عَنْ أَبِي الزِّنَادِ): تقدَّم مرارًا أنَّه بالنُّون، وأنَّه عبدُ الله بن ذكوان، وكذا تقدَّم (الأَعْرَجِ): أنَّه عبدُ الرَّحمن بن هُرْمُز، وأنَّ (أَبَا هُرَيْرَةَ): عبدُ الرَّحمن بن صخر، على الأصحِّ(1).
          قوله: (لَا يُمْنَعُ): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، و(فَضْلُ): مرفوع نائب مناب الفاعل.
          قوله: (لِيُمْنَعَ بِهِ الْكَلَأُ): (يُمنَع): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، و(الكلأُ): مرفوع مهموز مقصور نائب مناب الفاعل، وتقدَّم الكلأُ: المرعى والعشب رطبًا كان أو يابسًا عند الأكثر [خ¦79]، وقال ثعلب: الكلأ: اليابس، وبه قال الخطَّابيُّ وابن فارس، ومفهوم الحديث يردُّ على قائل ذلك، وتفسير الحديث: أنَّ مَنْ نزل بماشيته على بئر من آبار المواشي بالبادية؛ [فلا] يمنع فضلها لمن أتى بعده؛ ليبعد عنه ولا يرعى خصب الموضع معه؛ لأنَّه إذا منعه الشرب منها لِسَبْقِه إليها؛ لم(2) يقدر الآخر على الرَّعي بقربه دون شرب ماء، فيخلِّي له المرعى، ويذهب يطلب الماء، وليس للآخر رغبة في منع الماء إلَّا لهذا؛ فنُهِي عنه.


[1] زيد في (ب): (من نحو ثلاثين قولًا).
[2] في (ب): (ثم)، وهي محتملة في (أ)، والمثبت من مصدره.