التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: لا حلف في الإسلام

          2294- قوله: (حَدَّثَنَا عَاصِمٌ): هذا هو عاصم بن سليمانَ الأحولُ، أبو عبد الرَّحمن البصريُّ، عن عبدِ الله بن سَرْجِس(1)، وأنسٍ، وعَمرِو بن سَلِمة، وخلقٍ، وعنه: شعبةُ، وابنُ عُليَّة، ويزيدُ، وخلقٌ، قال أحمد: (ثقةٌ، مِن الحُفَّاظ)، مات سنة ░142هـ▒، أخرج له الجماعة، له ترجمةٌ في «الميزان»، وصحَّح عليه.
          تنبيه: قال ابنُ عُليَّة: (كلُّ مَنِ اسمه «عاصم» في حفظه شيءٌ)، ذكر ذلك الذَّهبيُّ في ترجمة هذا الرَّجل، والله أعلم، وذكر في ترجمة عاصم بن بَهدلة أحدِ القرَّاء السَّبعة عن يحيى القطَّان قال: (ما وجدت رجلًا اسمه «عاصم»؛ إلَّا ووجدته رديءَ الحفظِ)، انتهى.
          تنبيه ثانٍ: قال ابن حِبَّان في «ثِقاته» في ترجمة عاصم بن رزين: (وقد وَهِم مَن أطلق الضَّعْفَ على العواصم كلِّهم؛ حيث قال: «ما في الدُّنيا عاصم إلَّا وهو ضعيفٌ»، من غير دلالة ثبتت على صحَّة ما قاله) انتهى لفظه.
          قوله: (لَا حِلْفَ فِي الإِسْلَامِ): (الحِلْف): بكسر الحاء، وإسكان اللَّام، وقد قدَّمتُ أنَّه يقال: حَلْف؛ بفتح الحاء(2)، وسكون اللَّام قريبًا [خ¦2263]؛ أي: على ما كان في الجاهليَّة من الانتساب به والتَّوارث؛ لقوله تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ}[الأحزاب:5]، ولآية الميراث، وأصل الحِلف من (الحَلِف)؛ التي هي اليمين، كانوا يتقاسمون عند عقده على التزامه، والواحد: حليف، والجمع: حلفاء وأحلاف.
          قوله: (قَدْ حَالَفَ النَّبِيُّ صلعم بَيْنَ قُرَيْشٍ وَالأَنْصَارِ فِي دَارِي): أي: آخَى.


[1] في (ب): (سرخس)، وهو تصحيفٌ.
[2] (بفتح الحاء): سقط من (ب).