التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب في كم يقصر الصلاة؟

          قوله: (تُقْصَرُ الصَّلَاةُ): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، و(الصَّلاةُ): مرفوعة قائمة مَقام الفاعل، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (وَسَمَّى النَّبِيُّ صلعم السَّفَرَ يَوْمًا وَلَيْلَةً): يعني: في حديث أبي هريرة: «لا(1) يحلُّ لامرأةٍ تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلَّا مع ذي مَحْرَم»، خرَّجهُ البخاريُّ في هذا الباب [خ¦1088]، ومسلم أيضًا.
          قوله: (فِي أَرْبَعَةِ بُرُدٍ): وفي نسخة بعد (بُرُد): (وهي ستَّةَ عشرَ فرسخًا)، اعلم أنَّ البريد: أربعةُ فراسخَ، والفرسخ: ثلاثة أميال، والميل: أربعة آلاف خطوة، كلُّ خطوة ثلاثة أقدام، يُوضَع قدمٌ أمام قدم، ويُلصَق به، وقال القلعيُّ: (الميل: أربعة آلاف خطوة، أو ستَّة آلاف ذراع، أو اثنا عشر ألف قدم)، وفي الميل خلافٌ غير ذلك، وحاصله ثمانيةُ أقوال؛ الأوَّل: عشرُ غُلًا، والغَلْوةُ: طِلْقُ الفرس، وهو مئتا ذراع، فيكون الميل ألفي ذراع، وفي «المُغْرِب»: (أنَّ الغلوةَ ثلاثُ مئة ذراع إلى أربعِ مئة)، وقال غيره: الغلوة: قدر رميةٍ بسهمٍ، الثَّاني: ثلاثة آلاف ذراع وخمس مئة، وقيل: إنَّه أصحُّ ما فيه، الثالث: ثلاثة آلاف ذراع، الرَّابع: أربعة آلاف ذراع، الخامس: مدُّ البصر، ذكره الجوهريُّ عن ابن السِّكِّيت، السَّادس(2): ألف خطوة بخطوة الجمل، السَّابع: أن ينظر إلى الشَّخص، فلا يعلم أهو آتٍ أم ذاهب؟ رجل أو امرأة؟ الثَّامن: ستَّة آلاف ذراع، قاله النَّوويُّ في «القواعد والضَّوابط» له، وفي آخر كتاب «الرِّياض» له، والذراع: أربعةٌ وعشرون إصبعًا، والإصبع: ثلاث شَعِيرات مضمومة بعضها إلى بعض عرضًا، بطن [كلٍّ] منها إلى ظهر الأخرى، هكذا قال: (ثلاث شَعِيرات)، وهو غلط، وصوابه: (ستُّ شَعِيراتٍ)، قاله النَّوويُّ، ثمَّ الشَّعِيرة: ستُّ شعرات من شعر بغل، وقد نُظِمَ ذلك في رَجَزٍ.


[1] في (ج): (ولا).
[2] (السادس): سقط من (ج).