التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: في الصلاة

          قوله: (بَابٌ فِي الصَّلَاةِ): ذكر ابنُ المُنَيِّر حديثَ الباب بغير إسناد، وهو حديث أبي هريرة ☺: «لا يقبلُ الله صلاةَ أحدكم إذا أحدث حتَّى يتوضَّأ»، ثم قال: (إن قلتَ: ما موقعُها؟ قلت: عدَّ قولَ أبي حنيفة: «إنَّ المُحدِث عمدًا في أثناء الجلوس الأخير كالمُسَلِّم» من التَّحَيُّل لتصحيح الصَّلاة مع الحَدَث؛ لأنَّ البُخاريَّ ☼ بنى على أنَّ التحلُّلَ من الصَّلاة ركنٌ منها، فلا يُقبَل مع الحَدَث، والذي قبله [بنى] على أنَّ التحلُّلَ ضِدُّها، لا ركنُها، فتحيَّل؛ لقبوله بهذا الرأي)، انتهى.
          وقال لنا شيخُنا الحافظُ نور الدين الهيثميُّ تلميذُ شيخِنا العِرَاقيِّ: إنَّ هذا الحديثَ أخرجه البُخاريُّ هنا؛ ليردَّ قولَ مَن قال: إنَّ الجِنازة إذا حضرت وخاف فوتَها، يجوز له أن يتيمَّم لها عند الحنفيَّة، فاستدلَّ بهذا؛ ليَرُدَّ هذا، والله أعلم.