مصابيح الجامع الصحيح

باب: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما}

          ░22م▒ (باب: {وإن طائفتان})
          إشارة: (الطَّائفة) القطعة من الشَّيء، والمراد هنا: الفرقة، وقد تُطلَق الطَّائفة على الواحد والاثنين، والفرقة: ثلاثة.
          واحتُجَّ به في قبول خبر الواحد، وعلى الثَّلاثة، قال تعالى: {فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ مَّعَكَ} [النِّساء:102]، والمراد منها الثَّلاث، بقرينة ضمير الجمع في قوله تعالى: {وَلْيَأْخُذُوْا حِذْرَهُمْ} [النِّساء:102]، وأقلُّه ثلاثة على المختار، وعلى الأربعة، قال تعالى: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ} [النُّور:2]، والمراد أربع؛ لأنَّها نصاب البيِّنة في الزِّنا الَّذي هو سبب عذابهما.
          إن قلت: الضَّمير أيضًا جمع في آية الإنذار فأقلَّه أيضًا ثلاثة؛ قلتُ: الجمع بالنَظر إلى الطَّوائف الَّتي تجتمع من الفرق، وفي الآية دليل على جواز قتال أهل البغي.
          قوله تعالى: (اقتتلوا)
          إن قلت: قال أوَّلًا (اقتتلوا) بلفظ الجمع، وثانياً (بينهما) بلفظ التَّثنية فما توجيهه؟
          قلتُ: نظر في الأوَّل إلى المعنى، وفي الثَّاني إلى اللَّفظ، وذلك سائغ شائع.
          قوله: (فسمَّاهم المؤمنين) فعُلِم أنَّ صاحب الكبيرة لا يخرج عن الإيمان.