مصابيح الجامع

باب ما قيل في الصواغ

          ░28▒ (باب: مَا قِيلَ فِي الصَّوَّاغِ) بفتح الصاد المهملة وتشديد الواو وبغينٍ معجمةٍ.
          قال الجوهريُّ: رجلٌ صائغٌ وصَوَّاغٌ وصَيَّاغٌ _أيضًا_ في لغة أهل الحجاز. انتهى.
          وهو تفسير لقوله في الحديث: ((لِقَينِهِمْ)).
          قال ابن المنيِّرِ: وفائدةُ الترجمة على هذه الصنائع: التنبيهُ على ما كان في زمانهِ ╕، وأَقَرَّه مع العلم به،فيكون كالنصِّ (1) على جوازِ هذه الأنواع، وما عداها إنما يُؤخذ بالقياس، وفي معاملتهِ على (2) الصَّوَّاغ تنبيهٌ على أنها صنعة جيِّدة، لا يُجتنب معاملةُ صاحبها، لا من حيث الدِّين، ولا من حيث المروءة (3)، وربما كثر (4) الفساد في صنعة (5)، وتعاطاها (6) أراذلُ الناس؛ كتعاطي اليهود، فما ذاك بالذي يقدحُ في المسلم إذا (7) تناولها، ولا يحطُّ من درجته في العدالة.
          قلت: الظَّاهر أن الصناعة التي يصير (8) تعاطيها عندَ أهل العرف عَلَمًا على دناءة الهِمَّة، وسقوطِ المروءة قادحةٌ في عدالة مَنْ تعاطاها (9) في زمنٍ تقرَّر ذلك العرف ومكانه.
          وقد قال ابنُ محرزٍ من (10) أصحابنا: لا تُرد شهادة ذوي الحِرَف الدنية؛ كالكنَّاس والدَّبَّاغ والحجَّام والحائك، إلَّا من رضيها اختيارًا ممَّن لا يليق به؛ لأنها تدلُّ على خَبَلٍ (11) في عقله.


[1] في (د) زيادة: ((به)).
[2] ((على)): ليست في (ق).
[3] في (م) و(ق) و(د): ((ولا المروءة)).
[4] في (ج): ((أكثر)).
[5] في (د): ((صنعته))، وفي (ق): ((صفة)).
[6] في (م) و(د): ((وتعطاها))، وفي (ق): ((وتعاطيها)).
[7] في (ج): ((إذ)).
[8] في (ق): ((تصغير)).
[9] في (م): ((تعطاها)).
[10] في (ق): ((ابن حجر زمن)).
[11] في (ق): ((جنون)).