التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب الصلح مع المشركين

          ░7▒ (باب الصُّلْحِ مَعَ المُشْرِكِينَ).
          قوله: (فِيهِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ) هو صخر بن حرب بن أميَّة الأموي والدة معاوية الخليفة، ويكنى أيضًا بأبي حنظلة، أسلم يوم الفتح، وتوفي سنة اثنتين وثلاثين أو إحدى وثلاثين في خلافة عثمان، وصلى عليه عثمان، وقِيلَ: صلى عليه ابنه معاوية، وكان عمره ثمانية وثمانين سنة، وقِيلَ غير ذلك.
          قوله: (وَقَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ) يعني: ابن أبي عوف الأشجعي الغطفاني أبو حمَّاد، وقِيلَ: أبو عبدالرَّحمن وقِيلَ غير ذلك، وهو حامل راية قومه يوم الفتح، له عن رسول الله / صلعم سبعة وستُّون حديثًا، خرج له البخاري حديث واحد، وخرَّج له مسلم ثلاثة أحاديث، مات سنة ثلاث وسبعين.
          قوله: (ثُمَّ تَكُونُ هُدْنَةٌ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ) هم الروم، قال ابن الأنباري: سُمُّوا بذلك؛ لأنَّ جيشًا من الحبشة غلب على بلادهم في وقت فوطئ نساءهم، فولدت أولادًا صفرًا بين سواد الحبش وبياض الروم، وأشار البخاري بهذا إلى قول عوف بن مالك: أتيت رسول الله صلعم وهو في غزوة تبوك، فقال: ((اعدد ستًا بين يدي الساعة: موتي، ثمَّ فتح بيت المقدس، ثمَّ مُوتان، ثمَّ استفاضةُ المال، ثمَّ فتنةٌ لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثمَّ هدنةٌ بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون)).