التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: والله لحمار رسول الله أطيب ريحًا منك

          2691- قوله: (عن أنس: أنَّه قيل / لِلنَّبِيِّ صلعم لَوْ أَتَيْتَ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيٍّ فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلعم) إنَّما فعل ذلك أوَّل قدومه المدينة ليدعوه إلى الإسلام؛ إذ التبليغ فرض عليه، وكان يرجو بإسلامه إسلام من وراءه لرئاسته في قومه، وقد كان أهل المدينة عزموا أن يتوجوه بتاج الإمارة كما قاله سعد لرسول الله صلعم .
          قوله: (وَرَكِبَ حِمَارًا) اسم حمار النَّبي صلعم : يعفور.
          قوله: (فَانْطَلَقَ المُسْلِمُونَ يَمْشُونَ مَعَهُ وَهِيَ أَرْضٌ سَبِخَةٌ) بكسر الباء الموحَّدة وفتح السين المهملة، أي: ذات سباخ جمع سبخة بفتح الموحَّدة.
          قوله: (فَلَمَّا أَتَاهُ النَّبِيُّ صلعم ، قَالَ: إِلَيْكَ عَنِّي) أي: تنحِّ عني، (لَقَدْ آذَانِي نَتْنُ حِمَارِكَ).
          قوله: (فَقَالَ رَجُلٌ مِن الْأَنْصَارِ : وَاللهِ لَحِمَارُ رَسُولِ اللهِ صلعم أَطْيَبُ رِيحًا مِنْكَ) الأنصاري القائل هو عبدالله بن رواحة.
          قوله: (فَكَانَ بَيْنَهُمَا ضَرْبٌ بِالْجَرِيدِ) هو بالجيم والراء لأكثرهم جمع جريدة، وهي غصن النخلة الذي يجرد عنه الخرص، ولأبي زيد: (ضرب بالحديد) بالحاء والدال المهملتين، والأوَّل هو الصَّحيح.
          قوله: (فبلغنا أنَّها نزلت: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا}[الحجرات:9]) قال ابن بطَّال: يستحيل نزولها في قصة عبدالله بن أُبَي والصحابة؛ لأنَّ أصحاب ابن أُبَي ليسوا بمؤمنين، وقد تعصبوا له بعد الإسلام في قصَّة الإفك، وقد رواه البخاري في كتاب الاستئذان عن أسامة بن زيد: أن النَّبي صلعم مرَّ في مجلس فيه أخلاط من المشركين والمسلمين وعبدة الأوثان واليهود وفيهم عبدالله بن أُبَي، وذكر الحديث، فدلَّ على أن الآية لم تنزل فيه، وإنَّما نزلت في قوم من الأوس والخزرج اختلفوا في حقٍّ، فاقتتلوا بالعصي والنعال.
          تنبيه: قال الإسماعيلي: يقال: إنَّ هذا الحديث لم يسمعه سليمان التيمي من أنس، ثمَّ ساقه بلفظ: عن ابنه معتمر أنَّه بلغه عن أنس فذكره، وكذا قال أبو نُعيم: إن هذا الحديث ممّا لم يسمعه التيمي من أنس.