التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: لا تخيروني على موسى

          2411- قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ) بقاف وزاي وعين مهملة وهاء محركات.
          قوله: (اسْتَبَّ رَجُلَانِ رَجُلٌ مِن الْمُسْلِمِينَ وَرَجُلٌ مِن الْيَهُودِ، فَلَطَمَ المسلم وَجْهَ الْيَهُودِيِّ) قال ابن بشكوال في «مبهماته»: اليهودي اسمه: فيحاص، واللاطم له هو أبو بكر الصديق ☺، وفي قوله: إن اللاطم هو الصديق نظر لما في رواية أبي سعيد الخدري في الباب: أن اللاطم رجل من الأنصار، وفي البخاري في باب {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}[الصافات:139] عن أبي هريرة، وقال: رجل من الأنصار.
          قوله صلعم : (لاَ تُخَيِّرُونِي عَلَى مُوسَى) أي: لا تفضلوني عليه. إن قلت: رسول الله صلعم أفضل الخلق وخيرهم، فما وجه نهيه عن نسبته إلى الأفضلية، فقد قال: ((أنا سيِّدُ ولد آدم))؟ فجوابه من أوجه:
          إمَّا أنَّه قاله قبل علمه صلعم بأنَّه سيد الخلق، فلما علمه قال: ((أنا سيِّدُ ولد آدم))، أو أنَّه نهى عن تفضيلٍ يؤدي إلى بغض أو غضاضة على غيره من الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، أو حيث يؤدي التخيير إلى خصومة أو نزاع، أو أنَّه قال ذلك هضمًا لنفسه أو تواضعًا، ونفى العجب والكبر.
          قوله: (فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ)(1) بفتح العين المهملة من صعِق بكسرها إذا أغمي عليه من الفزع لصوت سمعه، أي: يخرون صرعى لصوت يسمعونه، قال القاضي: بعد البعث حين تنشق السموات والأرض، فإن كان كما قال؛ فلا منافاة بينه وبين قوله: ((أنا أوَّل من تنشقُّ عنه الأرض)).
          قوله: (فَإِذَا مُوسَى بَاطِشٌ جَانِبَ العَرْشِ) أي: متعلق به بقوة قابض عليه، وفي قوله: (جَانِبَ العَرْشِ) وفي الرواية الثانية: ((بقائمة من قوائم العرش)) ردٌّ على قول سعيد بن جبير الذي ذكره عنه البخاري في تفسير القرآن أنَّ الكرسي القلم؛ لأنَّ القلم ليس له جانب ولا قائمة تقع اليد عليها؛ لأنَّ اليد لا تقع إلا على جسم، والقلم ليس بجسم. قاله ابن الملقِّن.
          قوله: / (أَوْ كَانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى اللهُ) أي: في قوله: {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ}[الزمر:68] أن لا يُصعَق.


[1] في الأصل:((يصعون)).