التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب فضل ليلة القدر

          ░32▒ (باب فَضْلِ لَيْلَةِ القَدْرِ)
          قال العلماء: سُمِّيَت ليلة القدر بذلك؛ لما يقدر فيها من الأرزاق والآجال في تلك السنة.
          (قوله تعالى: {سَلَامٌ هِيَ}[القدر:5]) يعني: سالمة من الشرور والآفات والأدواء، ومن غلبة الشيطان، والسلام على هذا بمعنى السلامة، وهو على حذف مضاف، / والتقدير: ذات سلام هي. وقال ابن عبَّاس: هي ليلة سلامة كلما لقيت الملائكة مؤمنًا أو مؤمنة في هذه الليلة سلموا عليه من ربه. قال التوربشتي: وإنَّما جاء القدر _ يعني: في قوله: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ} [القدر:3] _بتسكين الدال وإن كان التتابع في القدَر الذي هو قرين القضاء فتح الدال؛ ليعلم أنَّه لم يرد به ذلك، فإن القضاء سبق الزمان، وإنَّما أراد به: تفصيل ما قد جرى به القضاء وتبينه وتحديده في المدة التي بعدها إلى مثلها من القابل ليحصل ما يلقي إليهم _ يعني: الملائكة _ فيها مقدارًا بمقدار.
          قوله: (قال ابن عيينة: ما كان في القرآن: {وَمَا أَدْرَاكَ}[القدر:2] ؛ فقد أعلمه، وما كان {وَمَا يُدْرِيكَ}[الأحزاب:63] ؛ فإنَّه لم يعلمه) أي: قال سفيان: كل ما جاء في القرآن بلفظ الماضي؛ فقد حصل لرسول الله صلعم العلم به، وما جاء بلفظ المضارع _ نحو: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ} [الشورى:17] _ ؛ فلم يحصل له، ومقصوده أنَّ رسول الله صلعم كان يعرف ليلة القدر.