التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب فضل من تعار من الليل فصلى

          ░21▒ (بَابُ فَضْلِ مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ) تَعَارَّ براء مهملة مشدَّدة هو الانتباه معه صوت مِن استغفار أو تسبيح أو غيره، مأخوذ مِن عرار الظَّليم أي ولد (1) وهو صوته، / وإنَّما استعمله ههنا دون الانتباه لزيادة معنى وهو الإخبار بأنَّ مَن هبَّ مِن نومه ذاكرًا لله تعالى مع الهبوب وسأل الله تعالى خيرًا أعطاه إيَّاه، فاستعمل معًا وليدلَّ على المعنيين، وإنَّما يوجد ذلك لمن تعوَّد الذِّكر واستأنس به وَغلب عليه حتَّى صار حَديث نفسه في نَومه ويقظته، ونظيره قَوله تعالى: {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا}[الإسراء:107] فإنَّ معنى خرَّ سقط سقوطًا سُمِع منه خَريره، وقال الجوهري: تعارَّ مِن اللَّيل إذا هبَّ مِن النَّوم.


[1] كذا في الأصل.