التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب قيام النبي بالليل ونومه وما نسخ من قيام الليل

          ░11▒ (بَابُ قِيَامِ النَّبِيِّ صلعم بِاللَّيْلِ ونَوْمِهِ، وَمَا نُسِخَ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ) (1)
          قوله: (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ نَشَأَ: قَامَ بِالحَبَشِةِ ▬(وِطَاءً)↨ قَالَ: مُوَاطَأَةَ القُرْآنِ، أَشَدُّ مُوَافَقَةً لِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَقَلْبِهِ، {لِيُوَاطِئُوا}: لِيُوَافِقُوا) هذا الَّذي ذكره عَن ابن عباس في تفسير: {نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} ذكره عنه عبد بن حميد في «تفسيره» مِن حديث سعيد بن جعفر عنه سواء، وذكره ابن فارس نحوه، قال: {نَاشَئَةَ اللَّيْلِ}[المزمل:6] يريد القيام والانتصاب للصَّلاة، فمعنى نشأ بالحبشة نام، ولعلَّها وافقت اللُّغة العربية في الحبشة، وَقال ابن عباس: أيضاَ {نَاشِئَةَ اللَّيْلِ}[المزمل:6] أوَّله ونحوه مَا بين المغرب والعشاء، وقال الحسن والحكم: هي مِن العشاء الآخرة إلى الصُّبح، وعن ابن عباس وابن الزبير: اللَّيل كلُّه ناشئة، وهو قول أكثر النَّاس كما حكاه ابن التِّين وصحَّحه، وقال الأزْهري: {نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} قيامه مصدرٌ جاء على فاعلة لعاقبة وهي ساعاته.
          وقوله: (وَطأَ مُوَاطَأة) قال الأخفش: {أَشَدُّ وَطْأً} أي قيامًا، وأصل الوطْىِء في اللُّغة الثقل، ومنه الحديث: ((اللَّهُمَّ اشدد وطأتك عَلى مضر)) وقيل {أَشْدُّ وَطْأً} أشدُّ بيانًا مِن النهار.


[1] في الأصل:((الدليل)) والمثبت من نسخة الصحيح في الشاملة.