التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب إذا نام ولم يصل بال الشيطان في أذنه

          ░13▒ (بَابُ إِذَا نَامَ وَلَمْ يُصَلِّ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ)
          لا إحالة في حمله على ظاهره، ويفعل ذلك استهانة به، وصرَّح بذلك القاضي عياض كما يأتي، وصرَّح به أيضًا الداودي، ويحتمل أن يُراد صرفه عن الصِّارخ بما يقرُّه في أُذنه حتِّى لا ينتبه فكأنَّه ألقى في أذنه بوله فاعتلَّ سمعُهُ بسبب ذلك، ويحتمل أن يكون كناية عن استرذاله وجعل أُذنه كالمحل الذي يٌبالُ فيه، فإنَّ مِن استرذل شيئًا واستخفَّ به بال عليه، قال القاضي عياض: ولا يبعد أن يكون على ظاهره، قَال: وخصَّ الأُذُن لأنَّها حاسة الانتباه، وفيه التَّحذير عَن النوم في وقت صَلاة الصبح، قال أبو مسعود: وكفى لامرئٍ مِن الشرِّ أن يبول الشيطان في أُذنه، فمَن نام اللَّيل كلَّه ولم يستيقظ عند الأذان ولا ذكر فالشيطان سدَّ ببوله أُذنيه، وأيُّ استهانة أعظم مِن هذه، حيث جعلَ أُذنه كنيفًا مُعدًّا للقاذورات، نسأل الله السلامة.