تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

حديث: هكذا أنزلت إن القرآن أنزل على سبعة أحرف

          2419- (القَارِيِّ) بتشديد الياء نسبة إلى القارة: بطن من خزيمة بن مدركة. (أَنْ أَعْجَلَ) بالبناء للفاعل، وفي نسخة بالبناء للمفعول أي أن أخاصمه. (حَتَّى انْصَرَفَ) أي من الصَّلاة. (لَبَّبْتُهُ) بتشديد الموحَّدة الأولى، وسكون الثانية. (بِرِدَائِهِ) أي جعلته في عنقه ثم جررته به لئلَّا ينفلت.(1) (إِنَّ القُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ) قيل: هي توسعة وتسهيل لم يقصد بها الحصر وقيل: القراءات السَّبع، وقد تجتمع(2) في كلمة، كما في قوله: {يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ}(3) [يوسف:12] بأن نزل جبريل بواحد(4) منها في عام، وبالبقيَّة(5) في أعوام أُخر فإنَّه كان يدارس النَّبي صلعم القرآن في كلِّ رمضان، وقيل: هي سبعة(6) أنحاء: زجر وأمر، وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وأمثال، وقيل(7) غير ذلك، قيل: وأقرب الأقوال، أنَّها سبعة أوجه من الاختلاف، وذلك إمَّا في الحركات بلا تغير في المعنى والصُّورة نحو: {هُنَّ أَطْهَرُ} [هود:78] قُرِئ بالرَّفع خبر لـ{هُنَّ} وبالنَّصب حال من (بَنَاتِي) و{بَنَاتِي هُنَّ} [هود:78] جملة خبر هؤلاء، أو بتغيُّرِ في المعنى فقط نحو: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} [البقرة:37]. وإمَّا في الحروف بتغيُّر المعنى فقط نحو: {تبلوا} و{تَتْلُوا} [يونس:30]، أو بتغير الصُّورة فقط نحو: {بَسْطَةً}، و{بَصْطَةً} [الأعراف:69]، أو بتغيرهما معًا نحو: {أَشَدَّ مِنْكُمْ} و{منهم}[غافر:21]، وإمَّا في التقديم والتأخير نحو: {فَيَقْتُلُونَ} و{يُقْتَلُون} [التوبة:111]، أو في الزِّيادة والنقصان نحو: {أوصى} و{وَصَّى} [البقرة:132].
          قلت: وأصحُّها ما صححَّه البيهقي واختاره الأزهري وغيره: أنَّها سبع لغات لسبع قبائل من العرب متفرقة أي في القرآن، فبعضه بلغة تميم، وبعضه بلغة أزد وربيعة، وبعضه بلغة هوازن وبكر وهكذا، ومعانيها واحدة. /


[1] في (ع): ((ينقلب)).
[2] في (ع): ((بجتمع)).
[3] في (ك) و(د): ((نرتع ونلعب)).
[4] في (ع): ((يؤاخذ)).
[5] في (ع): ((وما لقيه)).
[6] قوله: ((سبعة)) ليس في (ع).
[7] قوله: ((وقيل)) ليس في (ك).