تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

حديث: لا تخيروني على موسى

          2411- (رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ) هو أبو بكر الصِّديق. (وَرَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ) اسمه فنحاص. (قَالَ المُسْلِمُ) في نسخة: <فَقَالَ المُسْلِمُ>. (لَا تُخَيِّرُونِي عَلَى مُوسَى) أي تخييرًا يؤدِّي(1) إلى تنقيصه، أو يفضي بكم إلى الخصومة، أو قاله تواضعًا، أو قبل علمه بأنَّه سيد ولد آدم، وإلَّا فالتفضيل بينهم ثابت. قال تعالى: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ} [الإسراء:55] وقال تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ(2)} [البقرة:253].
          (يَصْعَقُونَ) أي يُغمى عليهم من الفزع من نفخة البعث. (فَإِذَا مُوسَى بَاطِشٌ جَانِبَ العَرْشِ) أي متعلِّق به بقوة قابض عليه بيده. (أَكَانَ) في نسخة: <كَانَ> بدون همزة الاستفهام وهي مُرادة. (أَو كَانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى اللهُ) أي في قوله: {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ} [الزمر:68] فيكون هو ممن لم يُصعق فتكون فضيلة له.


[1] في (ع): ((يردي)).
[2] قوله: ((منهم)) ليس في (ع) و(د).