تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

حديث: من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه

          2009- (وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ) في نسخة: <والنَّاسُ عَلَى ذَلِكَ> أي على قيام رمضان فرادى إلى أن جمعهم عمر ☺ كما سيأتي [خ¦2010].
          2010- (ابْنِ عَبْدٍ(1)) بالتنوين. (القَارِيِّ) بالتشديد نسبة إلى القارة.
          (أَوْزَاعٌ) جمع لا واحد له من لفظه، أي جماعات متفرقة، فقوله: (مُتَفَرِّقُونَ) نعت لـ(أوزاع) على جهة التأكيد. (الرَّهْطُ) ما بين الثلاثة إلى العشرة. (لَكَانَ أَمْثَلَ) أي أفضل من تفرقهم.
          (قَال عُمَرُ: نِعْمَ البِدْعَةُ هَذِهِ) سمَّاها بدعة لأنه صلعم لم يسنَّ لهم الاجتماع لها، ومرَّ أن البدعة قد تكون مندوبة، وما هنا منه، وأمَّا خبر: ((كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)) فمن العام المخصوص على أن تسميتها(2) بدعة إنما هو باعتبار ما تقدَّم على رأي عمر، أمَّا بعده فليست بدعة لأنَّ رأي عمر مع إقرار الصحابة عليها(3) إجماع، ومن ثَمَّ رغَّب عمر فيها بقوله: (نِعْمَ البِدْعَةُ) ليدلَّ على فضلها فإن (نِعْمَ) كلمة تجمع المحاسن كلها، كما أن بئس تجمع المساوئ كلها. (والَّتِيْ) أي والصلاة التي (يَنَامُونَ عَنْهَا) أي بعدها كما في قوله(4) {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ} [الانشقاق:19] أي بعده (أَفْضَلُ مِنَ الَّتِي يَقُومُونَ(5)) أي يفعلونها (يُرِيدُ آخِرَ اللَّيلِ). هذا تصريحٌ منه بأفضلية صلاتها في أول الليل(6) على آخره.
           وعددها عشرون ركعة لخبر البيهقي بإسناد صحيح(7) عن السائب بن يزيد ☺ قال: ((كَانُوا يَقُومُونَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ ☺ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِعِشْرِينَ رَكْعَةً)) لكن روى مالك في «الموطأ»(8) عن يزيد بن رومان قال: ((كَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ فِي زمنِ عُمَرَ ☺ بِثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ))، وفي(9) رواية ((بِإحدَى وَعِشْرين)) (10).
          وجمع البيهقي بينهما بأنهم كانوا يقومون بإحدى وعشرين، أي يوترون منها بواحدة، ثم قاموا بعشرين وأوتروا بثلاث.


[1] زاد في (ع): ((الله)).
[2] في (د): ((يسميها)).
[3] في (ع) و(ك) و(د): ((عليه)).
[4] زاد في (ع): ((تعالى)).
[5] في (ع): ((تقومون)).
[6] في (ك): ((النهار)).
[7] قوله: ((صحيح)) ليس في (ك).
[8] 252، وهو في البيهقي أيضًا 4802.
[9] زاد في (ك): ((في)).
[10] لعلها: (بإحدى عشرة) كما في البيهقي4800، وهي التي قام بالجمع بينها وبين الرواية التالية لها.