التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: بلغني أن أقوامًا يقولون كذا وكذا

          2505- 2506- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ): تَقَدَّم أعلاه [خ¦2504]، وكذا تَقَدَّم (عَطَاء): أنَّه ابنُ أبي رَباح، مفتي أهلِ مكَّة، وكذا تَقَدَّم (الْحَـِجَّةِ): أنَّها بالكسر، وتُفتَح [خ¦67].
          قوله: (فَفَشَتْ فِي ذَلِكَ الْقَالَةُ): (فَشَتْ): أي: ظَهرت وذَاعت، بالفاء، والشِّين المعجمة، وتاء التَّأنيث السَّاكنة، و(الْقَالَةُ)؛ بتخفيف اللَّام: القول.
          قوله: (قَالَ عَطَاءٌ): تَقَدَّم أنَّه ابنُ أبي رَباح.
          قوله: (يَقْطُرُ مَنِيًّا): تَقَدَّم ما في (المني) من اللُّغات [خ¦132]، وأراد: قُرْبَ عهدهم بوطء النِّساء.
          قوله: (فَقَامَ سُرَاقَةُ بنُ مَالِكِ بنِ جُعْشُمٍ): تَقَدَّم أنَّه بضَمِّ الجيم، وإسكان العين المهملة، وبالشين المعجمة المضمومة، ويقال: بفتحهما، نقله الجوهريُّ في «صحاحه»، وتَقَدَّم بعض ترجمة سُرَاقة [خ¦1557].
          قوله: (وَأَشْرَكَهُ في الْهَدْيِ): قال ابن شيخِنا البلقينيِّ: (أخرج الطَّبرانيُّ ما يبيِّن هذا الاشتراك في «من اسمه مُحَمَّد بن عليٍّ الصَّائغ» عن البَراء بن عازب...، فقال: «انحر مِن البُدن سبعًا وستِّين أو ستًّا وستِّين، وَأَمْسِكْ لِنَفْسِكَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ أو أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ»)، انتهى، والذي كنت أعرفه أنَّ البُدن التي نحرها ╕ ثلاثٌ وستُّون هي له، وأنَّ الباقيَ(1) نحرها عليٌّ(2)، والله أعلم، ولكن هذا الأوَّل يُنافي قولهم: إنَّه ╕ أهدى في حجَّته تلك مئةَ بدنةٍ، وهذا في «الصَّحيح»: (أنَّه أهدى مئةَ بدنةٍ) [خ¦1718]، والله أعلم، اللَّهمَّ؛ إلَّا أن يقال: إنَّه أشركه في النَّحر، لا في البُدن، والله أعلم، وقد رأيت في «حجَّة الوداع» لابن حزم ما لفظه: (وأمر ╕ أن يُؤخَذ من البُدن التي ذكرنا مِن كلِّ بدنة بَضعةٌ، فجُعِلَتْ في قدر وطُبِخَت، فأكل هو ╕ وعليٌّ ☺ من لحمها، وشربا من مرقها، وكان ╕ قد أشرك عليًّا فيها) انتهى، فهذا يشهد للبخاريِّ، وقد يقال: إنَّه كان قد أشركه في نحرها، وفي (حجِّ النَّبيِّ صلعم) من(3) حديث جابر في «مسلم»: (فنحر النَّبيُّ صلعم ثلاثًا وستِّين بدنةً بيده، ثمَّ أعطى عليًّا، فنحر ما غبر، وأشركه في هديه) انتهى، فهذا شاهد لما بوَّب(4) البخاريُّ عليه، والله أعلم، لكن في «البخاريِّ» في (الحجِّ) من حديث عليٍّ ☺ قال: (أَهدى النَّبيُّ صلعم مئةَ بدنةٍ، فأمرني بلحومها، فقسمْتُها...)؛ الحديث [خ¦1718] في (باب يُتَصدَّق بِجِلال البُدن)، والله أعلم، فبدأ بذكر عليٍّ: أنَّ المئةَ عنه ╕.


[1] في (ب): (والباقون).
[2] زيد في (ب): (☺).
[3] في (ب): (في).
[4] في (ب): (قوله).