التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: بعث رسول الله بعثًا قبل الساحل فأمر عليهم أبا عبيدة

          2483- قوله: (بَعَثَ النَّبيُّ صلعم بَعْثًا، وأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَبَا عُبَيْدَةَ): هذه السَّرية تُعرَف بسريَّة الخَبَطِ، وكانت في رجب سنة ثمان، وهو بعْثٌ مشهورٌ، وسيأتي في «الصَّحيح» [خ¦4360]، وأذكر فيه نُكتةً إن شاء الله تعالى.
          قوله: (إِلَّا تَمْرَةٌ تَمْرَةٌ): هما مرفوعان منوَّنان، وكذا (وَمَا تُغْنِي تَمْرَةٌ): فاعل، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
          قوله: (مِثْلُ الظَّرِبِ): هو بالظَّاء المعجمة(1) المُشَالة، وكسر الرَّاء، وبالموحَّدة: الجُبَيل، وفي «المطالع»: (ويقال فيه أيضًا: ظِرْب، كذا قيَّدناه عن أبي الحُسَين)، وقد تَقَدَّم الكلام في قوله: (على الظِّراب) ما هي [خ¦1013].
          قوله: (بِضِلَعَيْنِ): (الضِّلَع)؛ بكسر الضَّاد وفتح اللَّام، وتُسكَّن، لغةٌ أيضًا. /
          قوله: (فَرُحِلَتْ): هو بتخفيف الحاء؛ أي: وُضِعَ عليها رَحْلُها، قال ابن قُرقُول: (رَحَلْتُ البعيرَ _مخفَّفٌ_: شَدَدْتُ عليه الرَّحلَ، ومنه: «رَحَلُوا هودجي»، و«يَرْحَلُون بي» في حديث الإفك)، انتهى، وقد ذكرته بأطولَ مِن هذا، وذكرت فيه كلامًا للقاضي عياض، ومعناه: أنَّه في جميع تصرُّفاته بالتَّخفيف، ولم يَرْوِه أحدٌ بالتَّشديد في ذاك الحديث الذي ذكره إلَّا أبا ذرٍّ، وكذا ضبطه النَّوويُّ بالتَّخفيف [خ¦25/18-2428].


[1] (المعجمة): سقط من (ب).