التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب من رأى أن الله عز وجل لم يوجب السجود

          قوله: (وَقَالَ سَلْمَانُ): هو الفارسيُّ ☺، وهو سلمان الخيْر، مولى رسول الله صلعم، سُئِل عن نسبه، فقال: أنا ابن الإسلام، أصلُه _كما رواه ابن إسحاق بسنده عنه_ من فارسٍ، من جَيٍّ؛ بفتح الجيم، وتشديد الياء: قرية من قرى أصبهان، وقيل: من رَامَهُرْمُز، وفي «البخاريِّ» روايةُ ذلك عنه، رواه عنه أبو عثمان [خ¦3947]، وسأذكر ضبطَ (رَامَهُرْمُز) قُبَيل (المغازي) إن شاء الله تعالى ذلك [خ¦63/53-5867]، وسببُ إسلامِه مشهورٌ، وأوَّلُ مشاهدِه الخندقُ، ولم يتخلَّف عن مشهدٍ بعدها، وقد نقل النَّوويُّ الاتِّفاقَ على أنَّه عاش مئتين وخمسين سنة، وقيل: ثلاث مئة وخمسين(1)، [وقيل: إنَّه أدرك وصيَّ عيسى صلعم، وسيأتي بأبسطَ مِن هذا في المكان المُشار إليه [خ¦63/53-5867]، قال الذَّهبيُّ: (ثمَّ ظهر لي أنَّه من أبناء الثَّمانين، لم يبلغِ المئةَ)](2)، تُوُفِّيَ ☺ سنة ░36هـ▒، وقيل: ░35هـ▒، ويقال: في خلافة عمر ☻، وهو غلطٌ.
          قوله: (مَا لِهَذَا غَدَوْنَا): قال شيخنا الشَّارح: (روى البيهقيُّ من حديث سفيان، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرَّحمن، قال: مرَّ سلمان بقومٍ يقرؤون السَّجدة، قالوا: نسجد؟ فقال لهم: ليس لها غدونا، ورواه ابن أبي شيبة عن ابن فضيل عن عطاء بن السائب) انتهى، وإنَّما ذكرت هذا؛ ليُعرَف معنى قولِه: (ما لهذا غدونا).
          قوله: (وَقَالَ الزُّهْرِيُّ): تقدَّم مرارًا كثيرة أنَّه مُحَمَّدُ بن مُسْلِم بن عُبَيد الله بن عَبد الله بن شهاب، العالمُ المشهورُ.
          قوله: (وَكَانَ السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ): هو ابن أخت نَمِرٍ الكنديُّ، صحابيٌّ، وله عن عمرَ، وعنه: ابنُه عبدُ الله، والزُّهريُّ، ويحيى بن سعيد، وروايتُه عنِ النَّبيِّ صلعم في الكتب كلِّها، تُوُفِّيَ سنة ░91هـ▒، وقيل: سنة ░86هـ▒، أخرج له الجماعةُ، ☺.
          قوله: (لِسُجُودِ الْقَاصِّ): هو بتشديد الصَّاد المهملة، وهذا ظاهرٌ وهو صاحب الأخبار يقصُّها.


[1] زيد في (ب): (سنة).
[2] ما بين معقوفين سقط من (ج)، «الكاشف» ░1/335▒ ░2036▒، وقال الحافظ في «الإصابة» ░2/62▒ ░3357▒ متعقِّبًا الذهبيَّ: (لم يذكرْ مستندَه في ذلك، وأظنُّه أخذَه من شهودِ سلمان الفتوحَ بعدَ النَّبيِّ صلعم، وتزوُّجِه امرأةً من كندة، وغيرِ ذلك ممَّا يدلُّ على بقاء بعض النشاط، لكن إن ثبتَ ما ذكروه؛ يكونُ ذلك مِن خوارق العادات في حقِّه، وما المانع من ذلك؟! فقد روى أبو الشيخ في «طبقات الأصبهانيِّين» من طريق العبَّاس بن يزيد قال: «أهلُ العلم يقولون: عاشَ سلمانُ ثلاثَ مئةٍ وخمسين سنةً»، فأمَّا مئتان وخمسون؛ فلا يشكُّون فيها)، والله أعلم، وانظر «طبقات المحدِّثين بأصبهان» ░1/230▒.