التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: قرأ النبي النجم بمكة فسجد فيها

          1067- قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ): تقدَّم أنَّه بُندارٌ، ولِمَ لُقِّب بذلك، وأنَّ (بشَّارًا) بفتح المُوَحَّدة، وتشديد الشين المعجمة، وتقدَّم بعضُ ترجمتِه [خ¦69].
          قوله: (حَدَّثَنَا غُنْدَُرٌ): تقدَّم مرارًا أنَّه بضمِّ الغين المعجمة، ثمَّ نون ساكنة، ثمَّ دال مهملة مضمومة ومفتوحة، ثمَّ راء، وأنَّه مُحَمَّد بن جعفر، وتقدَّم مَن لقَّبه بذلك [خ¦87].
          قوله: (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ): تقدَّم مرارًا أنَّه عَمرو بن عبد الله السَّبيعيُّ، وتقدَّم عليه بعضُ الكلام [خ¦40].
          قوله: (سَمِعْتُ الأَسْوَدَ): تقدَّم مرارًا أنَّه الأسود بن يزيدَ النَّخَعيُّ.
          قوله: (عَنْ عَبْدِ اللهِ): هذا هو ابن مسعود بن غافل الهُذَليُّ، من السَّابقين والمهاجرين الأوَّلين، ☺.
          قوله: (قَرَأَ النَّبِيُّ صلعم «النَّجْمَ» بِمَكَّةَ): اعلم أنَّ هذه أوَّلُ سورةٍ نزل فيها سجدةٌ، وهي أوَّل السَّجدات، فلهذا بدأ بها، وكانت السَّجدةُ في رمضان سنة خمس من النُّبوَّة، وكانت هجرة مَن هاجر إلى الحبشة مِن الصَّحابة في رجب من السَّنة، فأقاموا شعبان وشهر رمضان، وكانت السَّجدةُ في رمضان، قاله الواقديُّ، والله أعلم.
          قوله: (غَيْرَ شَيْخٍ أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى): هذا الشَّيخ هو أميَّة بن خلف، كما ذكره البخاريُّ في تفسير (النَّجم) [خ¦4863]، وأخرج البخاريُّ أيضًا في (باب قتل أبي جهل) ما يشعر بأنَّه أميَّة بن خلف [خ¦3972]، قال شيخنا: (وقال ابن سعد: «إنَّه الوليد بن المغيرة، قال(1): قال بعضهم: إنَّه أبو أُحَيحَة، وقال بعضهم: كلاهما جميعًا فعلَ ذلك»، وحكى المنذريُّ أقوالًا: الوليد بن المغيرة، عتبة بن ربيعة، أبو أحيحة سعيد بن العاصي، قال: «وما ذكره البخاريُّ أصحُّ»)؛ يعني: أميَّة بن خلف، قال شيخنا: (ولم يحكِ ابنُ بطَّال غير الوليد بن المغيرة)، قال: (وذكر ابن بَزِيزَة: أنَّ ذلك كان مِن المنافقين، وهو(2) وَهَمٌ) انتهى مُلَخَّصًا.
          وفي «مبهمات ابن بشكوال» قال: (الرَّجل أميَّة بن خلف...)، وساق شاهده من «البخاريِّ»، (وقيل: الوليد بن المغيرة، وقيل: عتبة بن ربيعة، ذكر ذلك سُنَيد بن داود في «تفسيره» عن ابن جريج، وذكر أبو جعفر النَّحَّاس: أنَّه أبو أحيحة سعيد بن العاصي)، ثمَّ قال: (والذي ذكره البخاريُّ أصحُّ إن شاء الله تعالى، وذكر الطَّبريُّ: أنَّه أبو أحيحة) انتهى، وفي «تفسير الأستاذ العلَّامة أثير الدين أبي حيَّان شيخ شيوخنا»؛ «البحر»: (أنَّه أبو لهب)، والله أعلم.
          فائدةٌ: اختُلِف في عدد سجود القرآن على أقوال:
          أصحُّها: أربعَ عشرةَ.
          ثانيها: أربعَ عشرةَ؛ بإسقاط ثانية (الحجِّ)، وإثبات {ص}، وهو مذهب أبي حنيفة، وداود، وابن حزم.
          ثالثها: إحدى عشرةَ؛ بإسقاط سجدات المفصَّل وسجدةِ آخر (الحجِّ)، وهو مشهورُ مذهبِ مالكٍ وأصحابِه، ورُوِيَ عن ابن عمر وابن عبَّاس.
          الرَّابع: خمسَ عشرةَ؛ بإثبات {ص} وثانية (الحجِّ)، وهو قول المدنيِّين عن مالكٍ، ومذهبُ عمر وابنه عبد الله، واللَّيث، وإسحاق، وروايةٌ عن أحمدَ وابن المنذر.
          الخامس: أربعَ عشرةَ؛ بإسقاط (النَّجم)، وهو قول أبي ثور.
          سادسها: ثنتا عشرةَ، وهو قول مسروق؛ بإسقاط ثانية (الحجِّ)، و{ص}، و(الانشقاق).
          السَّابع: ثلاثَ عشرةَ؛ بإسقاط ثانية (الحجِّ) و(الانشقاق)، وهو قول عطاء الخراسانيِّ.
          الثَّامن: عزائمُ السُّجود خمسٌ: (الأعراف)، و(بنو إسرائيل)، و(النَّجم)، و(الانشقاق)، و{اقْرَأْ}، وهو مرويٌّ عن ابن مسعود.
          التَّاسع: عزائمه أربعٌ: {الم. تَنزِيلُ الْكِتَابِ}، و{حم} السَّجدة، و(النَّجم)، و {اقْرَأْ}، وهو مرويٌّ عن ابن عبَّاس، ويُروَى عن عليٍّ أيضًا؛ لأنَّه أَمْرٌ بالسُّجود، والباقي وصفٌ.
          العاشر: ثلاث: {الم. تَنزِيلُ}، و(النَّجم)، و{اقْرَأْ}، يُروَى عن سعيد بن جُبَير.
          الحادي عشر: عشرٌ، قاله عطاء.
          الثَّاني عشرَ: عزائم السُّجود: {الم. تَنزِيلُ}، و {حم. تَنزِيلُ الْكِتَابِ}، و(الأعراف)، و(بنو إسرائيل)، وهو مرويٌّ عن عبيد بن عمير، مُلخَّصٌ من كلام شيخنا الشَّارح ☼ تعالى.


[1] في (ب) و(ج): (وقال).
[2] (وهو): سقط من (ب).