التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: إذا عرض الذمي وغيره بسب النبي

          قوله: (بَابٌ: إِذَا عَرَّضَ الذِّمِّيُّ وَغَيْرُهُ بِسَبِّ النَّبِيِّ صلعم وَلَمْ يُصَرِّحْ): ذكر ابنُ المُنَيِّر ما ذكرَه البُخاريُّ على عادته، ثمَّ قال: (كأنَّ البُخاريَّ كان على مذهب الكوفيِّين في هذه المسألة، وهو أنَّ الذِّمِّيَّ يُعزَّر ولا يُقتَلُ، ولهذا أدخل في التَّرجمة حديثَ ابن مسعود ☺)، يعني: (كأنَّي أنظُرُ إلى النَّبيِّ صلعم يحكي نبيًّا مِن الأنبياء...)، الحديث، قال ابنُ المُنَيِّر: (ومقتضاه: أنَّ خُلُق الأنبياء عليهم السَّلام الصَّبرُ والصَّفحُ، ألا ترى إلى النَّبيِّ صلعم الذي ضربه قومُه فأدْمَوه، وهو يدعُو لهم بالمغفرة، فأين هذا من السَّبِّ؟! فكان(1) حديث ابن مسعود يُطابِق التَّرجمة بالأولويَّة، والله أعلم)، انتهى، وقال القاضي عياض في «الشفا» لمَّا ذكر هذه الترجمة؛ أعني: ترجمةَ البُخاريِّ، ثمَّ قال: (قال بعضُ علمائِنا: وليس هذا بتعريضٍ بالسَّبِّ، وإنَّما هو تعريضٌ بالأذى)، ثمَّ قال القاضي: (وقد قدَّمنا أنَّ الأذى والسَّبَّ في حقِّه ◙ سواء)، انتهى، والله أعلم.
          قوله: (السَّامُ عَلَيْكَ): تَقَدَّمَ الكلام على (السَّام)، وأنَّه الموت، أو السَّآمة، وهي المللُ، مُطَوَّلًا [خ¦5688].


[1] في (أ): (وكلُّ)، وفي مصدره: (وكان)، ولعلَّ المثبت هو الصواب.