المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: أما عمة النبي فجدته

          2400- قال البخاريُّ: وحدثنا محمد بن عبيد بن ميمون: حدَّثنا عيسى بن يونس عن عمر بن سعيد: أخبرني ابن أبي مليكة. [خ¦4666]
          (ح): وحدثنا عبد الله بن محمد: حدَّثنا سفيان، عن ابن جريج. [خ¦4664]
          (ح): وحدثني عبد الله بن محمد قال: حدَّثنا يحيى بن معين: حدَّثنا حجاج: قال ابن جريج: قال ابن أبي مليكة: عن ابن عباس. [خ¦4665]
          قال سفيان: حين وقع بينه وبين ابن الزبير.
          قال حجاج: وكان بينهما شيء، فغدوت على ابن عباس فقلت: أتريد أن تقاتل ابن الزبير فتحل حرم الله؟ فقال: معاذ الله! إن الله كتب ابن الزبير وبني أمية مُحلين، وإني والله لا أُحله أبدًا.
          قال: قال الناس: بايعْ لابن الزبير، فقلت: وأين بهذا الأمر عنه؟ أما أبوه؛ فحواري(1) النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم _يريد الزبير_، وأما جده؛ فصاحب الغار _يريد أبا بكر_، وأمه فذات النطاقين(2) _يريد أسماء_، وأما خالته / ؛ فأم المؤمنين _يريد عائشة_، وأما عمته؛ فزوج النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم _يريد خديجة_، وأما عمة النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم؛ فجدته _يريد صفية_، ثم عفيف في الإسلام، قارئ للقرآن، والله إن وصلوني؛ وصلوني من قريب، وإن ربوني؛ ربني(3) أكفاء كرام، فآثر التُّويتات والأسَامات والحُمَيْدات _يريد أبطنًا من بني أسد: بني تُوَيت وبني أسامة وبني أسد_، إن ابن أبي العاص برز يمشي القُدَمية _يعني: عبد الملك بن مروان _، وإنه لَوَّى ذنبه _يعني: ابن الزبير _.
          قال ابن سعيد(4) : أخبرني ابن أبي مليكة: دخلنا على ابن عباس، فقال: ألا تعجبون لابن الزبير قام في أمره هذا؟! فقلت: لأحاسبنَّ نفسي له ما حاسبتها لأبي بكر وعمر(5)، ولهما كانا أولى بكل خير منه، فقلت: ابن عمة النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وابن الزبير، وابن أبي بكر، وابن أخي خديجة، وابن أخت عائشة، فإذا هو يتعلى عني ولا يريد ذلك(6)، فقلت: ما كنت أظن أني أَعرض هذا من نفسي فيدعه، وما أُراه يريد خيرًا، وإن كان لا بد؛ لأن(7) يَرُبني بنو عمي أحبُّ إلي من أن يربني غيرهم.


[1] في الأصل: (فجاريَّ)، وهو تحريف.
[2] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (النطاق).
[3] كذا في الأصل، وهي رواية الكشميهني، وهي في «اليونينية»، وفي هامشها: (ربوني).
[4] زيد في الأصل: (قال).
[5] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (ولا لعمر).
[6] في الأصل: (بذلك)، والمثبت موافق لما في «الصحيح».
[7] في الأصل: (من أن)، والمثبت موافق لما في «الصحيح».