مصابيح الجامع الصحيح

باب بنيان المسجد

          ░62▒ (باب: بنيان المَسْجد)
          قوله: (أَكِنَّ النَّاسَ) رُوِيَ بفتح الهمزة وكسر الكاف، والنُّون مشدَّدة مضمومة فعل مضارع، ورُوِيَ كذلك، إلَّا أنَّ النُّون مفتوحة مع التَّشديد أيضًا فعل أمر.
          وقال الكرمانيُّ: أمر من الإكنان، يقال: كننتُ الشَّيء إذا سترته وصنته عن الشَّمس، وفي بعضها بضمِّ الهمزة؛ أي: قال عمر للبنَّاء: غرضي إلَّا كنان، فلا يتجاوز عنه إلى التَّحمير ونحوه.
          ابن مالك: فيه ثلاثة أوجه: ثبوت الهمزة مفتوحة على أنَّ ماضيه (كنَّ)، وحذف الهمزة وكسر الكاف على أنَّ أصله (أكن)، وإنَّما حُذِفَت تخفيفًا على غير قياس، ويجوز أن يقال: (كُنَّ النَّاس) بضمِّ الكاف على أنَّ يكون من كنَّه فهو مكنون.
          قوله: (فَتَفْتِنَ) ثلاثيٌّ ورباعيٌّ.
          قال الكرمانيُّ: من الفتنة والتَّفتُّن.
          فائدة: يُحتمَل أن يكونَ فهم هذا من ردِّ الشَّارع الخميصة إلى أبي الجهم، حيث نظر على أعلامها في الصَّلاة؛ قاله ابن الملقِّن.
          قوله: (المَسْجِدِ) إمَّا معهود عن مسجده ◙، وإمَّا بجنس المساجد.
          قوله : (لَتُزَخْرِفُنَّهَا) اللَّام جواب القسم، والضَّمير يرجع للمساجد، ومعناه: أنَّ اليهودَ والنَّصارى إنَّما زخرفوا المساجدَ عندما حرَّفوا وبدَّلوا أمر دينهم، وأنتم تصيرون إلى مثل حالهم، وسَيصير أمركم إلى المراءاة بالمساجد والمباهاة بتشييدها وتزيينها.
          (يَتَبَاهَوْنَ) بفتح الهاء.
          قوله: (إِلَّا قَلِيْلًا) بالنَّصب، وجاز من جهة النَّحو الرَّفع بأنَّه بدل من ضمير الفاعل.