مصابيح الجامع الصحيح

باب من صلى وقدامه تنور أو نار أو شيء مما يعبد فأراد به الله

          ░51▒ (باب: من صلَّى وقدَّامَه) التَّرجمةَ
          قوله: (وَقُدَّامَهُ) منصوب على الظَّرفيَّة، وهو في محلِّ الرَّفع بأنَّه خبر المبتدأ.
          و(التَّنُّورُ) بتشديدِ النُّون، قيل: أنَّه لفظ يتوافق فيه جميع اللُّغاتِ.
          فائدة: رأيتُ في «شرح المختصر» لابن السُّبكيِّ في (الألفاظ الواردة في القرآن العزيز بغير العربيَّة الموافقة للعربيَّة) جملتها ستَّة وعشرون لفظة يجمعها قولنا:
السَّلسبيل وطه كوثر بيع                     استبرق صلوات سندس طور
والزَّنجبيل ومشكاة سرادق مع                     روم وَطُوْبى وسجِّيل وكافور
كذا قراطيس زبانيِّهم وغسا                     ق ثمَّ دينار القسطاس مَشْهور
كذاك قسورة واليمُّ ناشئة                     ويؤتِ كفلين مذكور ومنظور
له مقاليد فردوس معدٌّ كذا                     فيما حكى ابن دريد فيه تنُّور /
          واعلم أنَّ الَّذي صحَّحه الإمام والبَيْضاويُّ من كون المعرَّب لم يقع في القرآن نقله ابن الحاجب عن الأكثرين، ونصَّ عليه الشَّافعيُّ في «الرِّسالة».
          ولم يصحِّح الآمديُّ شيئًا، وصحَّح ابن الحاجب وقوعه مستدلًّا بإجماع النُّحاة على أنَّ إبراهيم ونحوه لا ينصرف للعلميَّة والعُجْمة.
          وفي «البخاريِّ» : (الجِبْتُ) هو بلسان الحبشة: الشَّيطان؛ قاله عكرمة، و(الأوَّاه) هو الرَّحيم بلسان الحبشة.
          وفي (سورة يوسف) قال عكرمة: {هَيْتَ لَكَ} [يوسف:23] بالحورانيَّة: هَلُمَّ، وقيل: {هيت} قبطيَّة، وقيل: سَريانيَّة، وقيل: حورانيَّة، وفي (يوسف): ▬مُتَّكَأُ↨ [يوسف:31]، قُرِئَ في الشَّواذ بضمِّ الميم وسكون التَّاء.، وقيل: هو الاترج بالحبشيَّة، وردَّه البخاريُّ واستدلَّ عليه.
          و{حَصَب} [الأنبياء:98] حطب بالحبشيَّة.
          {فصرهنَّ} [البقرة:260] عن ابن عبَّاسٍ أنَّها مُعَرَّبة من النَّبطيَّة، وعن أبي الأسودِ أنَّها من السُّريانيَّة، والجمهور على أنَّها عربيَّة لا معرَّبة.
          و(السَّكَر) فيه أقوال، منها: اسم للخلِّ بلغة الحَبَشةِ.