مصابيح الجامع الصحيح

باب إذا كان الثوب ضيقًا

          ░6▒ (باب: إذا كان الثَّوب ضيِقًا)
          (فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ) في «مسلم» غزوة معه، وقال شيخنا: وهو بضمِّ الموحَّدة وتخفيف الواو، وهي من أوائل مغازيه انتهى.
          أقول: «المطالع» رويناه عن طريق الأصيليِّ والمستملي والعذريِّ: بفتح الياء، والاوَّل أعرف، انتهى، فلذلك اقتصر شيخنا عليه.
          (ضيِّقًا) بتشديد الياء، وجاز تخفيفها، ومعناهما واحد، والفرق بينه وبين: (ضائق) أنَّه صفةٌ مشبَّهةٌ تدلُّ على ثبوت الضَّيق، و(ضائق) اسم فاعل يدلُّ على حدوثه.
          قوله: (إِلَى جَانِبِهِ) (إلى) بمعنى (في)؛ لأنَّ حروف الجرِّ يقوم بعضها مقام بعضٍ، وإمَّا أن يقالَ: فيه تضمين مَعْنى الانضمام؛ أي: صلَّيتُ منضمًّا إلى جانبه.
          قوله: (مَا السُّرَى) المعنى: لأيِّ شيءٍ كان سُراكَ باللَّيلِ، والسُّرى مقصوده سير اللَّيل.
          وقال الكرمانيُّ: السُّؤال ليس عن نفسه بل عن سببه.
          قوله: (كَانَ ثَوْب) وفي بعضها: ثوبًا، فـ(كان) على الأوَّل تامَّة، وعلى الثَّاني: ناقصة، يعني: ما كان لي إلَّا هذا الثَّوب الَّذي لا يستر لابسه إلَّا بهذا الوجه من الاشتمال، والسِّياق يدلُّ عليه، وفي بعضها بعد لفظ (كان ثوب) يعني: ضاق؛ قاله الكرمانيُّ.
          رواه أبو ذرٍّ وكريمة بالرَّفع.
          قوله: (فَاتَّزِرْ) بإدغام الهمزة المقلوبة ياء في التَّاء فقول الصَّرفيين خطأ.
          قوله: (سُفْيَان) أي: الثَّوريُّ، ويُحتمَل أن يكون ابن عيينة؛ لأنَّهما يرويان عن أبي حازم سَلَمة بنِ دينارٍ، انتهى، قاله الكرمانيُّ وجزم سيِّدي بأنَّه الثَّوريُّ.