مصابيح الجامع الصحيح

باب قول الله تعالى: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}

          ░30▒ (باب: قول الله تعالى: {واتَّخذوا}) التَّرجمة
          إشارة: مقام سيِّدنا إبراهيم ◙ قيل: الحُجْر كلَّهُ، أو عَرَفة، وَجَمْع ومنًى أو عرفة والمزدلفة والجِمار، أو الحَجَر الَّذي وقف عليه سيِّدنا إبراهيم ◙، وعن النَّخعيِّ: الحرمُ كلُّه.
          و(مُصَلَّى) مدعى أو قِبْلة، أو مَوْضع صلاة.
          قوله: {وَاتَّخِذُوا} القراءة المشهورة بلفظ الأمر؛ أي: وقلنا: واتَّخذوا، وقُرِئَ بلفظ الماضي / عطفًا على {جعلنا}، انتهى كلام الكرمانيِّ.
          اعلم أنَّ قراءة نافع وابن عامرٍ فعلًا ماضيًا على لفظِ الخبر، والباقون على لفظ الأمر، وقراءة الخبر فيها ثلاثة أوجهٍ:
          الأول: أنَّه مَعْطوف على {جعلنا} المخفوض بـ{إذ} تقديرًا، فيكون الكلام الجملة واحدة.
          الثاني: أنَّه مَعْطوف على مجموع قوله: {وَإِذْ جَعَلْنَا} [البقرة:125]، فيحتاج إلى تقدير إذ؛ أي: وإذ اتَّخذوا، ويكون الكلام جملتين.
          الثالث: ذكره أبو البقاء: أن يكون مَعْطوفًا على محذوف، تقديره: فتابوا واتَّخذوا.
          وقراءة الأمر فيهَا أربعة أوجهٍ:
          الأول: أنَّه عطف على {اذكروا} [البقرة:122] إذ أصلُ الخطابِ هنا لبني إسرائيلَ؛ أي: اذكروا نعمتي واتَّخذوا.
          الثاني: أنَّه عطف على الأمر الَّذي تضمَّنه قوله: {مثابة} [البقرة:125]، كأنَّه قال: ثوبوا مثابة واتَّخذوا؛ قالها المهدوي.
          الثالث: أنَّه مَعْمول لقول محذوف؛ أي: وقلنا اتَّخذوا، إن قيل: إنَّ الخطاب لسيِّدنا الخليل ◙ وذرِّيَّته أو لسيِّدنا محمَّد ◙ وأمَّته.
          الرابع: أن يكون مستأنفًا قاله أبو البقاء.
          و(مِنْ) تبعيضيَّة، وهو الظَّاهر، أو بمعنى (في)، أو زائدة؛ على قول الأخفش، وليسا بشيءٍ.
          و(المَقَام) هنا مكان القيام، وهو يَصْلح للزَّمان والمصدر أيضًا.