مصابيح الجامع الصحيح

باب نكاح الأبكار

          ░9▒ (باب نكاح الأبكار)
          تستحب بكرًا إلَّا أن تكون مصلحته في نكاح الثيب أرجح، بأن يكون عاجزًا عن افتضاض البكر، أو يكون عنده أطفال يحتاج لمن يقوم عليهم، ونحو ذلك، فإنَّهنَّ أفضل، ويدل له حديث جابر.
          فائدة: قال في «الإحياء» : كما يستحب نكاح البكر يستحب ألَّا يزوِّج ابنته إلَّا من بكر لم يتزوج قط؛ لأنَّ النفوس جبلت على الإيناس بأول مألوف، ولهذا كان ◙ يقول في خديجة: «إنَّها أول نسائي».
          ولذلك زوَّج ◙ ابنته زينب أكبر بناته بابن خالتها أبي العاص بن الربيع، واسمه لقيط بن عبد العُزى، وأمه هالة بنت خويلد أخت خديجة، ولم يكن تزوَّج غيرها، وزوَّج فاطمة بعليٍّ، ولم يكن تزوَّج قبلها، وزوج رقية عتبة بن أبي لهب، ولم يكن تزوَّج غيرها، ثم فارقها قبل الدخول؛ لما نزلت الآية، ثم زوَّجها عثمان، ولم يكن تزوَّج قبلها، فلما ماتت؛ زوَّجه أم كلثوم رضي الله عن الجميع؛ ليبين للناس حل تزويج الأختين.