هدى الساري لمقدمة فتح الباري

من السيرة النبوية والمغازي

           من السيرة النبوية والمغازي
          الحَدِيْثُ السُّتُّوْنَ [خ¦3856] : قالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أخرجَ البُخَارِيُّ حَدِيْثَ مُحَمَّدِ بْنِ إبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْر قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ: أَخْبِرْنِي بِأَشَدِّ شَيْءٍ صَنَعَهُ المُشْرِكُونَ بِالنَّبِيِّ صلعم، الحَدِيْثُ.
          وتابعهُ ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْ يَحْيَى بِنْ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ، قلتُ لعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، وَقَالَ هِشَامٌ عَنْ أَبِيْهِ: قِيْلَ لِعَمْرِو بْنِ العَاصِ، وكذا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عُرْوَة.
          قلتُ: ذَكَرَ البُخَارِيُّ الاخْتِلَافَ فيهِ كَمَا تَرَى، واقْتَضَى صَنِيْعُهُ ترجيحَ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ؛ لأنَّ يَحْيَى وهِشَامَاً ابْنَي عُرْوَةَ اخْتَلَفَا عَلَى أَبِيْهِمَا، فوافقَ مُحَمَّدُ بْنُ إبْرَاهِيْمَ يَحْيَى بْنَ عُرْوَةَ على قولِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، وأَكَّدَ ذلكَ أنَّ لِقَاءَ عُرْوَةَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ أثبتُ مِنْ لِقَائِهِ لعَمْرِو بْنِ العَاصِ، وقد صرَّحَ في حَدِيْثِ مُحَمَّدِ بْنِ إبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ بأنهُ هو الذي سألَ، وأما رِوَايَةُ هِشَامٍ فَلَيْسَ فِيْهَا أنَّهُ سألَ عَمْرَو بْنَ العَاصِ فيحتملُ أنَّهُ كانَ بَلَغَه ذلكَ عَنْ عَمْرِو بْنِ العَاصِ؛ لأنَّ رِوَايَةَ أَبِي سَلَمَةَ تَدُلُّ على أَنَّ عَمْرَو بْنَ العَاصِ حَدَّثَ بِذَلِكَ، وَكأنَّهُ بَلَغَ عُرْوَةَ عنهُ فَأَرْسَلَهُ عنهُ، ثُمَّ لَقِيَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو فَسَأَلَهُ فَحَدَّثَ بِذلك عنهُ، ومُقْتَضَى ذلكَ تصويبُ صنيعِ البُخَارِيِّ، وتبيَّنَ بهذا وأمثالِهِ أنَّ الاخْتِلَافَ عِنْدَ النُّقَّادِ لا يضرُّ إذا قامَتْ القرائنُ على ترجيحِ إِحْدَى الرِّوَايَاتِ، أو أَمْكَنَ الجَّمْعُ على قَوَاعِدِهِمْ، واللهُ أعلم.
          الحَدِيْثُ الحَادِي وَالسِّتُّوْنَ [خ¦3864] : قالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَخْرَجَ البُخَارِيُّ حَدِيْثَ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: َأَخْبَرَنِي جَدِّي زَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَيْنَمَا هُوَ فِي الدَّارِ خَائِفًا _يَعْنِي عُمَر بعدَ أَنْ أَسْلَمَ_ إِذْ جَاءَهُ العَاصِ بْنُ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ أَبُو عَمْرٍو، فَقَالَ: مَا بَالُكَ؟ قَالَ: زَعَمَ قَوْمُكَ أَنَّهُمْ سَيَقْتُلُونَنِي، الحَدِيْثُ. قَالَ: وخالفَهُ الْوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ فَرَوَاهُ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ ابْنِ عُمَرَ زادَ فيهِ رَجُلَاً.
          قلتُ: قد صَرَّحَ في رِوَايَةِ البُخَارِيِّ بسماعِهِ مِنْ جَدِّهِ فالظاهرُ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْهُمَا إِنْ كَانَ الْوَلِيْدُ حَفِظَهُ.
          الحَدِيْثُ الثَّانِي وَالسِّتُّوْنَ [خ¦3912] : قالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وأخرجَ البُخَارِيُّ حَدِيْثَ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عُمَرَ فَرَضَ لِلْمُهَاجِرِيْنَ الأَوَّلِيْنَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ.
          وهذا مرسلٌ يَعْنِي أنَّ نَافِعَاً لم يُدْرِكْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ.
          قلتُ: لكنْ في سياقِ الخبرِ ما يدلُّ عَلَى أنَّ نَافِعَاً حَمَلَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، فَقَدْ قَدَّمْنَا مِرَارَاً أنَّ البُخَارِيَّ يعتمدُ مثلَ ذلكَ إذا ترجَّحَ بالقرائنِ أن الرَّاوِي أخذَهُ عن الشَّيْخِ المذكورِ في السياقِ، واللهُ أعلمُ.
          وقد أوردَهُ أبو نُعَيْمٍ من طريقٍ أُخْرَى عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وأتمَّ منهُ. /
          الحَدِيْثُ الثَّالِثُ وَالسِّتُّوْنَ [خ¦3992] [خ¦3994] : قالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أخرجَ البُخَارِيُّ حَدِيْثَ جَرِيْرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيْدٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ أَبِيْهِ، وَكَانَ أَبُوْهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، حَدِيْثَ: «مَا تَعدُّوْنَ مَنْ شَهِدَ بَدْرَاً فِيْكُمْ»وأخرجَهُ من حَدِيْثِ حَمَّادٍ، ويَزِيْدَ بْنِ هَارُوْنَ مَعَاً عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيْدٍ عَنْ مُعَاذٍ مُرْسَلَاً، ولَمْ [226/ب] يُسْنَدْهُ غيرُ جَرِيْرٍ، وقد خالفَهُ الثَّوْرِيُّ فَقَالَ: عَنْ يَحْيَى عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ رَافِعٍ بْنِ خَدِيْجٍ.
          قلتُ: سياقُ البُخَارِيِّ يُعْطِي أنَّ طريقَ حَمَّادٍ مُتَّصِلَةٌ؛ فَإنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى هُوَ ابْنُ سَعِيْدٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، وكانَ رِفَاعَةُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وكانَ رافعٌ من أَهْلِ العَقَبَةِ، وكانَ يقولُ لابنِهِ يَعْنِي لِرِفَاعَةَ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّي شَهِدْتُ بَدْرَاً بِالعَقَبَةِ، قَالَ: سَأَلَ جِبْرِيْلُ النَّبِيَّ صلعم، فذكرَ الحَدِيْثَ، ورَوَى ابْنُ مَنْدَه في ((المَعْرِفَةِ)) مِنْ طريقِ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيْدٍ عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ كذا عندَهُ، ولعلَّهُ عن ابن رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يقولُ: إِنَّ جِبْرِيْلَ قَالَ.
          وهذا يُقَوِيِّ رِوَايَةَ جَرِيْرٍ في الجملةِ، واللهُ أعلم، وأما حَدِيْثُ الثَّوْرِيِّ الذي أشارَ إليهِ فرواهُ ابنُ مَاجَه، وإِسْحَاقُ بْنُ رَاهُوْيَهِ، وأَحْمَدُ بْنِ حَنْبَلٍ، والطَّبَرَانِيُّ، وابنُ حِبَّانَ من طريقِهِ، وكذا رَوَاهُ أَبُوْ يَعْلَى مِنْ حَدِيْثِ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيْدٍ بِهِ، وهو حَدِيْثٌ آخَرُ غيرُ حَدِيْثِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، واللهُ أعلم.
          الحَدِيْثُ الرَّابِعُ وَالسِّتُّوْنَ(م) [خ¦4129] [خ¦4131] : قالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وأَخْرَجَا حَدِيْثَ مَالِكٍ عَنْ يَزِيْدَ بْنِ رُوْمَانَ عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ عَمَّنْ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلعم صَلَاةَ الخَوْفِ، وأَخْرَجَاُه من حَدِيْثِ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ القَاسِمِ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، وأخرجَهُ البُخَارِيُّ مِنْ حَدِيْثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيْدٍ عَنْ القَاسِمِ عَنْ صَالِحٍ عَنْ سَهْلٍ مَوْقُوْفَاً.
          قلتُ: واخْتُلِفَ فيهِ على صَالِحٍ اخْتَلافَاً آخَرَ فَقِيْلَ عَنْهُ عَنْ أَبِيْهِ، وهذهِ رِوَايَةُ أبي أُوَيْسٍ عَنْ يَزِيْدَ بْنِ رُوْمَانَ أَخْرَجَهَا ابْنُ مَنْدَه في ((المَعْرِفَةِ)) فيحتملُ أن يُفَسَّرَ بهِ الْمُبْهَمَ في رِوَايَةِ مَالِكٍ، وأما تَعَارُضُ الرَّفْعِ وَالوَقْفِ في حَدِيْثِ سَهْلٍ فالرفعُ مَشْهُورٌ عَنْهُ، واللهُ أعلم.
          الحَدِيْثُ الخَامِسُ وَالسِّتُّوْنَ [خ¦4203] : قالَ أَبُوْ عَلِيٍّ الْجَيَّانِيُّ: أخرجَ البُخَارِيُّ حَدِيْثَ شُعَيْبٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي سَعِيْدُ بْنُ المُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: شَهِدْنَا خَيْبَرَ، فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلعم لِرَجُلٍ مِمَّنْ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ: «هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ»الحَدِيْثُ، قَالَ: وَتَابَعَهُ مَعْمَرٌ، وقالَ شَبِيبٌ(1) عَنْ يُوْنُسَ عَنْ الزُّهْرِيِّ: أَخْبَرَنِي ابْنُ المُسَيِّبِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عَبْدِ اللهِ بن كَعْبٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: وَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيْدٍ عَنْ النَّبِيِّ صلعم يَعْنِي مُرْسَلَاً، وَتَابَعَهُ صَالِحٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ، وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ: أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ كَعْبٍ أَخْبَرَهُ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ صلعم خَيْبَرَ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَسَعِيْدٌ عَنْ النَّبِيِّ صلعم، انتهى.
          قالَ: وَكَلَامُهُ فيهِ اختصارٌ وحذفٌ لا يُفْهَمُ المرادُ منهُ، وفيهِ وَهْمٌ في قولِهِ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بن عَبْدِ اللهِ وَسَعِيْدٌ عَنْ النَّبِيِّ صلعم؛ لأنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ لا يُعْرَفُ، والصَّوَابُ إنْ شاءَ اللهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وهو ابْنُ كَعْبٍ قَالَ: وكنتُ أظنُّ أنَّ الوهمَ فيهِ مِمَّنْ دونَ البُخَارِيِّ إلى أنْ رَأَيْتُهُ في ((التاريخِ)) قد سَاقَهُ كَمَا سَاقَهُ في الصَّحِيحِ سَوَاءٌ.
          قلتُ: الخطبُ [227/أ] فيهِ يَسِيْرٌ مِنْ سَبْقِ القَلَمِ / مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى عَبْدِ اللهِ، عَلى أنَّ يَعْقُوْبَ بْنَ سُفْيَانَ قد وافَقَ البُخَارِيَّ على سِيَاقِهِ لهُ فرواهُ عن شيخهِ الذي أخرجَهُ عنهُ في ((التاريخِ))، وهو إِسْحَاقُ بنُ العَلَاءِ بنِ زُرَيْقٍ، فلعلَّ الوَهْمَ فيهِ مِنْهُ، واللهُ أعلم، ثُمَّ ساقَ من حَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ لِمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهَلِيِّ طرقَ حَدِيْثِ شُعَيْبٍ، ومَعْمَرٍ، وصَالِحٍ كَمَا قالَ البُخَارِيُّ، ثُمَّ ساقَ حَدِيْثَ الزُّبَيْدِيِّ عَنْ الزُّهْرِيِّ أنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَمَّهُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ كَعْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ شَهِدَ، فذكرَ الحَدِيْثَ إلى قولِهِ: قد صَدَقَ اللهُ حَدِيْثَكَ، قَدْ انْتَحَرَ فُلَانٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، قالَ الزُّهْرِيُّ: و أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ أنَّ عَبْدَ اللهِ وسَعِيْدَ بْنَ المُسَيِّبِ قَالَا: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلعم قَالَ: «يَا بِلَالٌ قُمْ فَأَذِّنْ: إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ»الحَدِيْثُ.
          قالَ الذُّهَلِيُّ: فَمَعْمَرٌ وَشُعَيْبُ سَاقَا الحَدِيْثَ كُلَّهُ، وَمَيَّزَهُ الزُّبَيْدِيُّ، قالَ الْجَيَّانِيُّ: لَا تَخَالُفَ بينَ هذهِ الطُّرُقِ لأنَّ الحَدِيْثَ جميعَهُ عِنْدَ سَعِيْدِ بْنِ المُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ كَمَا أَسندهُ مَعْمَرٌ، وشُعَيْبٌ، ولكنَّ الزُّهْرِيَّ لمَّا رَوَاهُ للزُّبَيْدِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ، وَلَمْ يكنْ آخِرُهُ عِنْدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مَوْصُوْلَاً بيَّن ذلكَ، وقَرَنَهُمَا، وأرسلَهُ عَنْ ابْنِ المُسَيِّبِ، ولكنَّ رِوَايَةَ شَبِيْبٍ عَنْ يُوْنُسَ غَيرُ محفوظةٍ، حيثُ جَعَلَهُ كُلَّهُ مَوْصُوْلاً عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ وَسَعِيْدِ بْنِ المُسَيِّبِ جَميعاً عن أَبِي هُرَيْرَةَ فَوَهِمَ، قالَهُ الذُّهَلِيُّ، قَالَ: ويدلُّ على ذلكَ أَنَّ مُوْسَى بْنَ عُقْبَةَ، وَابْنَ أَخِي الزُّهْرِيِّ رَوَيَا عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيْدِ بْنِ المُسَيِّبِ، وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ القصةَ الأخيرَةَ مُرْسَلًا لم يَذْكُرَا أَبَا هُرَيْرَةَ.
          قلتُ: فهذا يُقَوِّي أنَّ في رِوَايَةِ شُعَيْبٍ وَمَعْمَرٍ إِدْرَاجَاً أيضاً في آخرِهِ.
          وَحَكَى مُسْلِمٌ في ((التمييزِ)) أَنَّ الحُلْوَانِيَّ حَدَّثَهُمْ بهذا الحَدِيْثِ عَنْ يَعْقُوْبَ بْنِ إبْرَاهِيْمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ المُسَيِّبِ أَنَّ النَّبِيَّ صلعم قَالَ: «يَا بِلَالُ قُمْ فَأَذِّنْ إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الجَّنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ»الحَدِيْثُ.
          قَالَ الحُلْوَانِيُّ: قُلْنَا ليَعْقُوْبَ: مَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُسَيِّبِ؟ قَالَ: كَانَ لِسَعِيْدِ بْنِ المُسَيِّبِ أَخٌ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وكانَ رجلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ المُسَيِّبِ أيضاً، فأظنُّ أنَّ هذا هو الكِنَانِيُّ.
          قالَ مُسْلِمٌ: وهذا الذي قالَهُ يَعْقُوْبُ ليسَ بِشَيء، وإنَّمَا هذا إسنادٌ سَقَطَتْ منهُ لَفْظَةٌ واحدةٌ، وهيَ الواوُ فَفَحَشَ خَطَؤُهُ، والصَّوَابُ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَابْنُ المُسَيِّبِ، فَعَبْدُ الرَّحْمَنِ هو ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَابْنُ المُسَيِّبِ هُوَ سَعِيْدٌ.
          قَالَ: وكذلِكَ رَوَاهُ مُوْسَى بْنُ عُقْبَةَ، وابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنْ الزُّهْرِيِّ، والوهمُ فيهِ مِمَّنْ دونَ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، انتهى.
          فاسْتَفَدْنَا مِنْ هذا أنَّ صَالِحاً وافقَ مُوْسَى بْنَ عُقْبَةَ وَابْنَ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَلَى إِرْسَالِهِ، وكذلكَ وَافَقَهُمْ يُوْنُسُ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ المُبَارَكِ عنهُ، وهو الصَّوَابُ، واللهُ أعلمُ، ثُمَّ إنَّ في الحَدِيْثِ مَوْضِعَاً آخرَ يتعلقُ بِوَهْمٍ في المتنِ، وهو قولُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: شَهِدْنَا خَيْبَرَ، وسيأتي شَرْحُهُ في الحَدِيْثِ الذي بعدَ هذا، وقد صَرَّحَ بالوَهْمِ فيهِ مُوْسَى بْنُ هَارُوْنَ وَغَيْرُهُ؛ [227/ب] لأنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ لم يشهدْهَا، وإنَّمَا حَضَرَ عَقِبَ الفَتْحِ، والجوابُ عَنْ ذلكَ أن المرادَ مِنَ الحَدِيْثِ أصلُ القصةِ، وقوله: شَهِدْنَا، فيهِ مجازٌ لأنَّهُ شَهِدَ قَسْمَ النَّبِيَّ صلعم لِغَنَائِمِ خَيْبَرَ بها بلا خِلافٍ، واللهُ أعلم.
          وَوَقَعَ في رِوَايَةِ شَبِيْبِ بْنِ سَعِيْدٍ عَنْ يُوْنُسَ الَّتي تَقَدَّمَتْ في هذا الموضعِ: شَهِدْنَا حُنَيْنَاً، وهو شُذُوْذٌ منهُ، والصَّوَابُ ما في رِوَايَةِ الجماعَةِ.
          الحَدِيْثُ السَّادِسُ وَالسِّتُّوْنَ(م) [خ¦6707] : قالَ الدَّارَقُطْنِيُّ فيما تَتَبَّعَهُ على كِتَابِ مُسْلِمٍ: أخرجَ عَنْ قُتَيْبَةَ / عَنْ الدَّرَاوَرْدِيِّ عَنْ ثَوْرٍ عَنْ أَبِي الغَيْثِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلعم إِلَى خَيْبَرَ فَلَم نَغْنَمْ ذَهَبَاً وَلا وَرِقَاً، فذكرَ الحَدِيْثَ في قِصَّةِ مِدْعَمٍ، وقد أخرجَ هذا الحَدِيْثَ البُخاريُّ ومُسْلِمٌ مِنْ حَدِيْثِ مَالِكٍ عَنْ ثَوْرٍ بِهِ، وهو وهمٌ، قال أبو مَسْعُوْد: إنَّمَا أَرَادَا منهُ قِصَّةَ مِدْعَمٍ في غُلُوْلِ الشَّمْلَةِ، وأما حضورُ أَبِي هُرَيْرَةَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلعم في خَيِبَرَ فصحيحٌ من طُرُقٍ أُخْرَى، فإنْ كانَ ثَوْرٌ وَهَمَ في قولِهِ: خَرَجْنَا، فإنَّ القِصَّةَ الْمُرَادَةَ من نفسِ الحَدِيْثِ صحيحةٌ.
          قلتُ: فقد اعْتَرَفَ أبو مَسْعُوْدٍ بأنَّ فيهِ وَهْمَاً ونَسَبَهُ إلى ثَوْرٍ، وفيهِ نَظَرٌ؛ لأنَّ إمامَ أهلِ الْمَغَازِي مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ رَوَاهُ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيْدٍ بهذا الإسنادِ، ولفظُهُ: «انْصَرَفَ رَسُوْلُ اللهِ صلعم إِلَى وَادِي القِرَى عُشَيْشِيَّةً فَنَزَلَ غُلَامٌ يَحُطُّ رَحْلَهُ».
          فذكَرَ الحَدِيْثَ، فدلَّ على أن الوَهْمَ فيهِ مِمَّنْ دونَ ثَوْرٍ أو مِنْ ثَوْرٍ لَمَّا حَدَّثَ بِهِ غيرَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وحَدِيْثُ ابنِ إِسْحَاقَ هذا قدْ أخرجَهُ أبو عَوَانَةَ في ((صحيحهِ))، وأَبُوْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ مَنْدَه في ((كِتَابِ الإيمانِ)) لهُ على شرطِ الصَّحَّةِ، وهو حُجَّةٌ في الْمَغَازِي، ورِوَايَتُهُ هُنَا راجحةٌ على رِوَايَةِ غَيْرِهِ، والله أعلم.
          الحَدِيْثُ السَّابِعُ وَالسِّتُّوْنَ [خ¦4278] : قالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أخرجَ البُخَارِيُّ حَدِيْثَ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوْبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلعم فِي رَمَضَانَ عَامَ الفَتْحِ، وَأَصْحَابُهُ بَيْنَ صَائِمٍ وَمُفْطِرٍ، الحَدِيْثُ.
          وقد أَرْسَلَهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَالثَّقَفِيُّ عَنْ أَيُّوْبَ عَنْ عِكْرِمَةَ.
          قلتُ: قَدْ ذَكَرَ البُخَارِيُّ حَدِيْثَ حَمَّادٍ تَعْلِيْقَاً، واختلفَتِ الرِّوَايَاتُ عنه في وَصْلِهِ وَإِرْسَالِهِ، ولكنهُ اعتمدَ الموصولَ لروايتِهِ لهُ مَوْصُوْلاً من حَدِيْثِ خَالِدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضَاً على أنَّهُ لم يذكرْ حَدِيْثَ مَعْمَرٍ إِلَّا تَعليقاً.
          الحَدِيْثُ الثَّامِنُ والسِّتُّوْنَ [خ¦4341] : قالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أخرجَ البُخَارِيُّ عَنْ مُوْسَى، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدُ المَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم أَبَا مُوْسَى، وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى اليَمَنِ، قَالَ: وَبَعَثَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى مِخْلاَفٍ.. الحَدِيْثُ. وفيهِ قِصَّةُ قَتْلِ الْمُرْتَدِّ، وقِصَّةُ كيفَ تقرأُ القرآنَ؟، وقد خَالَفَهُ الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيْلٍ فرواهُ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيْهِ.
          قلتُ: هذا يُقَوِّي حَدِيْثَ مُوْسَى؛ وذلِكَ أنَّ البُخَارِيَّ أخرجَ هذا الحَدِيْثَ مِنْ طُرُقٍ فيها عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوْسَى فَاعتمدَ أَنَّ أَبَا بُرْدَةَ حَمَلَهُ عَنْ أَبِيْهِ أبي مُوْسَى، وتَرَجَّحَ ذلكَ عندهُ بقرينةِ كَوْنِهَا قصةً تَخْتَصُّ بِأَبيهِ فَدَوَاعِيْهِ متوفرةٌ على حَمْلِهَا عنهُ كَمَا تَقَدَّمَ نَظَائِرُهُ في حَدِيْثِ عُرْوَةَ [228/أ] عَنْ عَائِشَةَ، وفي حَدِيْثِ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ في غيرِ موضعٍ، وحَدِيْثُ الْهَيْثَمِ الْمُشَارِ إليهِ وَصَلَهُ الإِسْمَاعِيْلِيُّ عنه، فَقَالَ: حَدَّثَنَا القَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ يَعْقُوْبَ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بِهِ مَوْصُوْلَاً، وقد أخرجَ البُخَارِيُّ لِعَرَاكٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ النَّبِيِّ صلعم حَدِيْثَاً في صلاتِهِ صلعم وعَائِشَةُ مُعْتَرِضَةٌ، ثُمَّ أخرجهُ من حَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ فلم يعدْ حَدِيْثُ عِرَاكٍ مُرْسَلَاً لِمَا قَرَّرْنَاهُ، ولهذا لم يتعقَّبْهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فيما تَعَقَّبَ، واللهُ أعلم.
          طريقٌ أُخرى في هذا الحَدِيْثِ، قالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أخرجَ البُخاريُّ [خ¦4344] عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَعِيْدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلعم أَبَا مُوْسَى ومُعَاذَاً إِلَى / اليَمَنِ، فذكرَ الحَدِيْثَ، وفيهِ سؤالُ أَبِي مُوْسَى عَنْ الشَّرابِ الْمُتَّخَذِ مْنَ الشَّعِيْرِ، وقِصَّةُ قَتْلِ اليَهُوْدِيِّ الْمُرْتَدِّ، وسُؤَالُ مُعَاذٍ أَبَا مُوْسَى كيفَ تَقْرَأُ؟ وَغَيْرُ ذلِكَ، وقَالَ: تابعهُ العَقَدِيُّ وَوَهْبٌ، عَنْ شُعْبَةَ، وَرَوَاهُ النَّضْرُ، ووَكِيْعٌ، وَأَبُوْ دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَعِيْدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مَوْصُوْلَاً، قالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وقدْ رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيْثِ وَكِيْعٍ مَوْصُوْلَاً لكنَّهُ عِنْدَهُ مختصرٌ فأحسبُ أنَّ شُعْبَةَ كَانَ إَذَا حَدَّثَ بِهِ بِطولهِ أَرْسَلَهُ، وإذَا اخْتَصَرَهُ وَصَلَهُ.
          قلتُ: قد رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ الجَّعْدِ وَغَيْرُهُ عَنْ شُعْبَةَ مَوْصُوْلَاً بتمامهِ، أخرجَهُ الإِسْمَاعِيْلِيُّ في ((صحيحهِ)) عَنْ إبْرَاهِيْمَ بْنِ هَاشِمٍ وَغَيْرِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الجَّعْدِ.
          الحَدِيْثُ التَّاسِعُ والسِّتُّوْنَ [خ¦4425] : قالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أخرجَ البُخَارِيُّ أحاديثَ للحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ مِنْهَا حَدِيْثُ: «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أُمُوْرَهُمْ امْرَأَةً»والحَسَنُ إنَّمَا يَرْوِي عَنْ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ.
          قلتُ: قد تَقَدَّمَ الجوابُ عن ذلِكَ في الحَدِيْثِ التَّاسِعِ والخَمْسِيْنَ.
          الحَدِيْثُ السَّبْعُوْنَ [خ¦4451] [خ¦4449] : قالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وأخرجَ البُخاريُّ حَدِيْثَ أَيُّوْبٍ، ونَافِعِ بْنِ عُمَرَ كِلَاهُمَا عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: تُوُّفِيَّ النَّبِيُّ صلعم فِي بَيْتِي، وَفِي يَوْمِي، وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي. الحَدِيْثُ، قَالَ: وأخرجَهُ أيضاً مِنْ حَدِيْثِ عُمَرَ بْنِ سَعِيْدٍ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تقولُ، فذكرَهُ.
          قلتُ: أخرجَ البُخَارِيُّ الطريقينِ على الاحتمالِ لِصِحَّةِ سماعِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ مِنْ عَائِشَةَ كَمَا تَقَدَّمَ في نَظَائِرِهِ، ويؤيدُ ذلك أن قُتَيْبَةَ بْنَ سَعِيْدٍ رَوَى هذا الحَدِيْثَ عَنْ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تقولُ، فَذَكَرَهُ.


[1] تحرف في د إلى: شُعَيْبٌ.