هدى الساري لمقدمة فتح الباري

من الخمس والجزية

           من الخمس والجزية
          الحَدِيْثُ السَّادِسُ وَالأَرْبَعُوْنَ [خ¦3144] : قالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَخْرَجَ البُخَارِيُّ حَدِيْثَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوْبَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عُمَرَ أَصَابَ جَارِيَتَيْنِ مِنْ سَبْيِ حُنَيْنٍ، وفي أولَّهِ أنَّ عُمَرَ قَالَ: نَذَرْتُ نَذْرَاً، هَكَذَا أخرجَهُ مُرْسَلَاً، وَوَصْلَ حَدِيْثَ النَّذْرِ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وجَرِيْرُ بْنُ حَازِمٍ، وَجَمَاعَةٌ عَنْ أَيُّوْبَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ وهو صحيحٌ، وَوَصَلَ حَدِيْثَ الجَّارِيَتَيْنِ جَرِيْرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ أَيُّوْبَ، وقولُ حَمَّادٍ أَصَحُّ.
          قلتُ: إِذَا صَحَّ أَصْلُ الحَدِيْثِ صحَّ قولُ مَنْ وَصَلَهُ، وقد بيَّنَ البُخَارِيُّ الخلافَ فيهِ، وقد قَدَّمْنَا أنَّهُ في مثلِ هذا يُعْتَمَدُ على القَرَائِنِ، واللهُ الموفقُ.
          الحَدِيْثُ السَّابِعُ وَالأَرْبَعُوْنَ [خ¦3166] : قالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أخرجَ البُخاريُّ حَدِيْثَ عَبْد الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ الحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ النَّبِيِّ صلعم: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ»الحَدِيْثُ، وقد خالَفَهُ مَرْوَانُ بن مُعَاوِيَةَ فَرَوَاهُ عَنْ الحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، وهو الصَّوَابُ.
          قلتُ: مَرْوَانُ أثبتُ مِن عَبْدِ الْوَاحِدِ، وقد زادَ في الإسنادِ رَجُلَاً، ولكن قد تابَعَ عَبْدَ الْوَاحِدِ أبو مُعَاوِيَةَ، أخرجَهُ ابنُ مَاجَه من طريقِهِ، وعَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ الفُقَيْمِيُّ، ومِنْ طريقهِ أخرجَهُ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، والظاهرُ أنَّ رِوَايَةَ عَبْدِ الْوَاحِدِ أرجحُ لِمَنْ تابعهُ، وأما رِوَايَةُ مَرْوَانَ بن مُعَاوِيَةَ الَّتي زادَ فيها جُنَادَةَ فَأَخْرَجَهَا النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ، وَوَهِمَ الْحَاكِمُ فَاسْتَدْرَكَهُ، ويحتملُ أن يكونَ مُجَاهِدٌ سَمِعَهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو بعدَ أن سمعهُ من جُنَادَةَ عنهُ، فاللهُ أعلمُ. /