التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: إذا أسر أخو الرجل أو عمه هل يفادى إذا كان مشركًا؟

          قوله: (بَابٌ: إِذَا أُسِرَ أَخُو الرَّجُلِ): (أُسِرَ): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، و(أخُو): مَرْفوعٌ نائبٌ مناب الفاعل.
          قوله: (هَلْ يُفَادَى): هو مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله.
          قوله: (فَادَيْتُ نَفْسِي وَفَادَيْتُ عَقِيلًا): تَقَدَّم أنَّ الفداء كان من أربعةِ آلافٍ إلى ثلاثة آلاف إلى ألفين إلى ألفٍ، وقد روى ابن سعد عن الفضل بن دُكَين: حدَّثنا إسرائيل، عن جابر، عن عامر قال: (أَسَرَ رسولُ الله صلعم يومَ بدر سبعين أسيرًا، وكان يُفادِي بهم على قدر أموالهم، وكان أهل مكَّة يكتبون، وأهل المدينة لا يكتبون، فمَن لم يكن عنده فداء؛ دفع إليه عشرة غلمان مِن غلمان المدينة يُعلِّمهم، فإذا حذَِقوا؛ فهو فداؤه)، وفي «أبي داود» و«النَّسائيِّ» وغيرهما: أنَّ الفداءَ كان يوم بدر أربعَ مئة، وقد تَقَدَّم مُطَوَّلًا في (المساجد)، فانظره [خ¦421].
          و(عَقِيل): بفتح العين، وكسر القاف، وهو ابن أبي طالب، تَقَدَّم أنَّه أسلم قُبَيل الحديبية [خ¦421]، وشهد غزوة مؤتة مع أخيه جعفر، وكان أسنَّ مِن عليٍّ(1) بعشرين سنة، وكان نسَّابةً أخباريًّا، روى عنه: ابنُه مُحَمَّدٌ، وأبو صالح السَّمَّانُ، وطائفةٌ، تُوُفِّيَ زمن معاوية وقد عَمِيَ، أخرج له النَّسائيُّ وابنُ ماجه ☺.
          وأولاد أبي طالب أسلموا كلُّهم إلَّا طالبًا؛ فيقال: إنَّ الجنَّ اختطفته، وهم: طالب، وعَقِيل، وجعفر، وعليٌّ، وأمُّ هانئ _وقد قَدَّمتُ الاختلافَ في اسمها [خ¦280]_ وجمانةُ، وأمُّ طالب.
          وقد فدى نوفلًا _أيضًا_ ابنَ الحارث بن عبد المُطَّلب، ذكروه فيمَن فداه العبَّاس.
          فائدةٌ: الذي أسرَ العبَّاسَ يوم بدر أبو اليَسَر كعبُ بن عمرٍو، وقيل: أسره طارق بن عبيد [بن مسعود هو وأبو اليَسَر، وقيل: الذي أسره عبيد](2) بن أوس، بن بني ظفر، ودليلُ كلِّ قولٍ معروفٌ.


[1] زيد في (ب): (نفسه).
[2] ما بين معقوفين سقط من (ب).