التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: أنا فرطكم على الحوض من ورده شرب منه

          7050- 7051- قوله: (عَنْ أَبِي حَازِمٍ) هو سَلمة بن دينار المدنيُّ الأعرج.
          قوله: (فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي) أي: بُعدًا بُعدًا.
          قوله: (إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا بَدَّلُوا بَعْدَكَ) التَّبديل إنْ كان بالكفر كالَّذين قاتلهم الصِّدِّيق فبعدًا لهم أبدًا مِن الجنَّة والحَوض وسائر الخيرات، وإن كان في البِدع والمظالم ونحوهما فبُعدًا لهم حالًا لكن في المآل ليشفع لهم ويُقرَّبون منها، وقال النَّوويُّ: اختلفوا في المراد بهؤلاء على أقوالٍ:
          أحدها: أنَّهم المنافقون والمرتدُّون يجوز أن يُحشروا على صفة المؤمنين فيعرفهم صلعم فيناديهم فيُقال: ليس هؤلاء ممَّن وُعدتَ بهم، إنَّ هؤلاء بدَّلوا بعدك.
          والثَّاني: أنَّ المراد الَّذين كانوا في زمنه صلعم ثمَّ ارتدُّوا بعدَه فيناديهم لمعرفته لهم في حياته مِن إسلامهم، فيُقال: إنَّهم ارتدُّوا بعدك.
          والثَّالث: أنَّ المراد أصْحاب المعاصي الكبائر الَّذين ماتوا على التَّوحيد وأصحاب البدع الَّذين لم يخرجوا ببدعتهم عَن الإسلام، وَعلى هَذا لا يُقطع لهؤلاء الَّذين يختلجون ويُذادون بالنَّار بل يجوز أن يُذادون عقوبةً لهم، ثمَّ يرحمهم الله فيدخلهم الجنَّة مِن غير عَذابٍ.
          قال ابن عبد البرِّ: كلُّ مَن أحدث في الدِّين فهو مِن المطْرودين عَن الحوض كالخوارج والرَّوافض وسائر أصحاب الأهواء، / وكذلك الظَّلمة المترفون في الجَوْر وطمس الحقِّ المُعلنون بالكبائر، وكلُّ هؤلاء يُخاف عليهم أن يكونوا ممَّن عُنوا بهذا الخبر.