التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: احفظ وعاءها وعددها ووكاءها

          2426- قوله: (حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ) ابن بشار هو المعروف ببندار، و(غُندَر) بغين معجمة مضمومة ونون ساكنة ودال مهملة مفتوحة، وحكى النَّووي ضمها أيضًا وراء هو محمَّد بن جعفر.
          قوله: (فَلَقِيتُهُ بَعْدُ بِمَكَّةَ، فَقَالَ: لاَ أَدْرِي ثَلاَثَةَ أَحْوَالٍ، أَوْ حَوْلًا وَاحِدًا) القائل: (فَلَقِيتُهُ بَعْدُ) هو شعبة يريد بذلك سلمة بن كُهَيل، وذلك أنَّ أبا داود الطيالسي قال في هذا الحديث: قال شعبة: فلقيت سلمة بعد ذلك، فقال: لا أدري وساقه وفي هذا ما يُعتذر به عن القول بوجوب التعريف بثلاثة أحوال من تردد الراوي فيه، قال الخطابي: وقد أجمع العلماء على الاكتفاء بحول واحد، وقال ابن بطَّال: حديث سويد بن غفلة في تعريف اللقطة ثلاثة أحوال لم يقل أحد من أهل الفتوى بظاهره؛ لأنَّ سويد بن غفلة لما سأل أبيَّ بن كعب حين لقيه بمكَّة توقف، وقال: لا أدري ثلاثة أحوال أو حولًا، وهذا الشك يوجب سقوط المشكوك، وهو الثلاث، هكذا حكاه الكرماني، وهو صريح منه في أن القائل: (فلقيته بمكَّة) هو سويد، وأنَّه يريد بذلك أبيَّ بن كعب، وقد علمت ما فيه، والتعريف ثلاث سنين في الحديث محمول على الورع وزيادة الفضيلة.
          تنبيه: سويد بضم السين المهملة وفتح الواو وسكون المثنَّاة من تحت مصغَّر الجعفي، أدرك الجاهلية ثمَّ أسلم، / ولم يهاجر، مات سنة ثمانين، وله مائة وعشرون سنة، وقِيلَ: إنَّه صحابي، والأوَّل أصح.