التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب: الإيمان يأرز إلى المدينة

          ░6▒ (بَابٌ: الإِيمَانُ يَأْرِزُ إِلَى المَدِينَةِ) هو بهمزة ثمَّ راء مهملة مكسورة ثمَّ زاي، قال القاضي: كذا لأكثرهم بكسر الراء، وكذا قيدناه عن شيوخنا، وكذا قيده الأصيلي بخطه، وزاد ابن سراج: يأرز بضم الراء، وقيده بعضهم في كتاب القابسي: يأرز بالفتح، وأنَّه هكذا سمعه من المروزي، أي: ينضم إليها، ويجتمع بعضه إلى بعض، والمأرز: الملتجأ. قيل: يحتمل أن هذا إخبار منه صلعم عما كان في ابتداء الهجرة، ويحتمل أنَّه أخبر عن آخر الزمان حين يقل الإسلام، فينضم إلى المدينة، فيبقى فيها، شبه الإيمان وفرار الناس من آفات المخالفين والتجاؤهم إلى المدينة بانضمام الحية وانقباضها في جحرها، ولعل هذه الدَّابَّة أشد فرارًا وانضمامًا من غيرها، فشبه بها الإيمان لمجرد هذا المعنى.