تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

حديث: بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين

          3159- (فِي أَفْنَاءِ الأَمْصَارِ) جمع فِنْوٍ؛ أي: في جماعاتها، وقيل: في أخلاطِها، يقال للرجل إذا لم يعلم مِن أي قبيلة هو مِن أفناء(1) القبائل. (فِي مَغَازِيَّ هَذِهِ) بتشديد ياء مغازي؛ أي: فارِسَ وأَصبَهان وأَذَرْبِيجان. (مَثَلُهَا) أي: الأرض الدال عليها السياق. (وَالرَّأْسُ) بالرفع عطف على (الرِّجْلانِ) وفي نسخة: بالجر(2) عطف على (جَنَاحٍ). (فَنَدَبَنَا) أي: دعانا. (فَقَامَ تَـُرْجُمَانٌ) بفتح أوله وضمه. (لِيُكَلِّمْنِي) بالجزم على الأمر. (سَلْ عَمَّا) في نسخة: <سَلْ عَمَّ> بحذف ألف عمّا. (مَا أَنْتُمْ) عبَّر بصيغة ما لا يعقل احتقارًا. (مَنْ قُتِلَ مِنَّا) أي: في الجهاد. (3)
          3160- (وَلَمْ يُخْزِكَ) أي: ولم يُذلَّك(4)، <وَلَمْ يُحْزِنْكَ(5)>بمهملة فَنُونٍ(6). (حَتَّى تَهُبَّ الأَرْوَاحُ) (7) جمع رِيح، وأصله رِوْح، قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، وحكي في جمعه: أَرْياح، قال في «القاموس»: جمع الريح: أرواح، وأرياح ورِياح(8)، ورِيَحْ كعِنَب.
          ومطابقة الحديث للترجمة: في تأخير النعمان القتال، وانتظار هبوب الرياح، فإن فيه موادعة.


[1] في غير المطبوع و(د): ((أقباء)).
[2] قوله: ((بالجر)) ليس في (ك).
[3] في (ك): ((أي في الجهاد من قتل منا)).
[4] زاد في (د): ((وفي نسخة)).
[5] في المطبوع: ((نذلك وفي نسخة ولم نحزنك)).
[6] زاد في (ك): ((ولم يخزك)).
[7] قوله: ((حتى تهب الأرواح)) ليس في (ك).
[8] قوله ((ورياح)) ليس في المطبوع.