تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب: كيف تعرف لقطة أهل مكة؟

          ░7▒ (بَابُ كَيْفَ تُعَرَّفُ لُقَطَةُ أَهْلِ مَكَّة) أي(1) من كان بها، ولا يخفى أن تعريف من هو بها لا يُخالف تعريف غيرهم، وإنَّما المراد: كيف تلتقط لقطة من هو بها إذ(2) لقطتهم لا تكون إلَّا للحفظ، كما يدلُّ له أحاديث الباب، ولقطة غيرهم تكون(3) للحفظ وللتملك، فلو قال: كيف تلتقط(4) لقطة من بمكة، لكان أولى(5).
          (لَا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهَا) أي لقطة مكة. (إلا مَنْ عَرَّفَها) أي للحفظ لصاحبها على الدَّوام، وإلَّا فسائر البلاد كذلك(6). قال النووي في «الرَّوضة»: قال أصحابنا: ويلزم الملتقط بها الإقامة للتعريف أو دفعها إلى الحاكم، وإنما اختصت مكة بما ذكر لإمكان إيصالها إلى ربها لأنها إن كانت للمكي فظاهر، أو للآفاقي فلا تخلو غالبًا من وارد إليها، فإذا عرَّفها واجدها في كلِّ عام سهُل التوصل إلى معرفة ربِّها.
          (خَالِدٌ) أي الحذاء.(7) (لَا يُلْتَقَطُ)(8) بالبناء للمفعول. (لُقَطَتُهَا) بالرَّفع نائب الفاعل. (إلا لِمُعَرِّفٍ) في نسخة: <لَا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهَا إلَّا مُعَرِّفٍ> ببناء (يَلْتَقِطُ) للفاعل ونصب (لُقَطَتَهَا) على المفعولية وحذف لام (لِمُعَرِّفٍ) ورفعه على الفاعليَّة.


[1] في (ع) و(ك): ((ليس)).
[2] في (ع): ((إن)).
[3] في (ع): ((يكون)).
[4] في (ع) و(ك): ((يلتقط)).
[5] قوله: ((لكان أولى)) ليس في (د).
[6] قوله: ((البلاد كذلك)) ليس في (د).
[7] في (ع): ((الحداء)).
[8] في (ع): ((لا ملتقط)). في (د): ((لا تلتقط)).